17 سبتمبر 2025

تسجيل

حرية التعبير المزعومة

09 أكتوبر 2022

تنص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمتعلقة بحرية التعبير على: (لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والافكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقّيد بالحدود الجغرافية). وتحارب المنظمات الحقوقية العالمية وعلى رأسها المفوضية السامية لحقوق الإنسان من أجل توفير هذه الحقوق لكل إنسان في العالم وتنبذ التمييز والعنصرية وتحث الشعوب على التعبير عن أنفسهم وآرائهم ومعتقداتهم وافكارهم وحريتهم في توجهاتهم والقضايا التي يهتمون بها والتي يدعمونها، كما يندرج ضمن اختصاصات المفوضية حرية وصول المعلومات للناس بضمان حرية الإعلام وترك الفضاء مفتوح للشعوب لينهلوا من المعلومات ما يناسبهم وتصلهم أخبار العالم، كذلك يندرج تحتها حرية الصحافة وتحررها من الرقيب لتصل الحقيقة للشعوب، كما تعمل المفوضية التابعة للأمم المتحدة على رصد التقارير الانسانية في دول العالم لتضمن عدم انتهاك حقوق الإنسان بها وتُعّرض تلك الدول للمساءلة القانونية في حالة تم اختراق وانتهاك حقوق الإنسان بأي شكل من الأشكال سواء عملياً أو سياسياً أو اجتماعيًا وغيره، وتطالب الحكومات برفع القيود عن الشعوب سواء في حرية التعبير أو وصول الانترنت لهم أو حفظ حقوق العمال والصحفيين وغيرهم، وتدعم منظمة العفو الدولية الأشخاص الذين يدافعون عن أنفسهم وآرائهم مهما كانت مهنهم بمبدأ ان لصوتك أهمية ولك الحق في قول ما تفكر به وفي تداول المعلومات والمطالبة بعالم افضل ولك الحق في الاتفاق أو عدم الاتفاق مع الذين يمسكون بزمام السلطة وتحّذر الحكومات من الإجراءات التعسفية أو التدخلات القانونية ضد من يعّبر عن رأيه. ونرى ذلك واضحا، في المجتمعات الغربية فيعّبر الغرب بصوت عال عن آرائهم ويظهرون معتقداتهم ويمارسونها أمام الملأ وإن كانت مُقّززة وغير مقبولة فطرياً، كما يهاجمون الأديان الأخرى لاسيما الإسلام ويصفونه بالإرهاب ويغلقون المساجد ويحدّون من حق اعتناق الدين وممارسة الشعائر، ويحاربون الحجاب ويجبرون المحجبات بعدم ارتدائه في بعض أماكن العمل والدراسة بل وقد تتعرض إحداهن للإهانة والتمييز بسبب ذلك ولا تجد لها داعما ومنقذا، ويسيئون للرسول الكريم ويحرقون القرآن الكريم تعبيراً عن التمييز والعنصرية ويبثون خطاب الكراهية ضد العرب والمسلمين ويحاربون كل الإنجازات العربية لدرجة أن البعض يقاطع مونديال 2022 لأنه يُقام في دولة عربية إسلامية تحترم عاداتها وتراثها ودينها وتحفظ أخلاقها، ويحاولون التبرير بمواضيع واهية لا صحة لها مثل حقوق العمال ذلك الموضوع الذي لم يجدوا غيره طوال فترة الاستعداد للمونديال محاولين بفشل سحب الاستضافة من قطر، كل تلك الأمور وأكثر تُعتبر تمييزاً ضد الإسلام وتعاليمه وتعدياً على حقوق الإنسان المسلم وعنصرية ضد الدول المسلمة والعربية، في المقابل يصفون من يعبّر عن آرائه تجاه القضايا المتعلقة بالانتهاكات الإسرائيلية في الدولة العربية فلسطين وقتلها حرية الحياة للأطفال والشباب تمييز وتلك المتعلقة بعالم المثليين عنصرية، فكما أنهم يمنحونهم الحق في ممارسة الحياة الشاذة والمخالفة للطبيعة والفطرة والتي تقضي على البشرية إذا ما استمرت فمن حق الرافضين أن يعبّروا عن آرائهم تجاه هذه القضية التي بدأت تنتشر بين المراهقين والشباب وتهدد إستمرارية المجتمعات وتنشر الشذوذ والبغاء والافكار غير الاخلاقية، فلماذا يُعاقب أو يُتهم بالعنصرية والتمييز من يعبّر عن رأيه تجاه تلك القضايا التي يدعمها الغرب ولا يعاقب أو يُتهم بالتمييز من يحارب ويهاجم الاسلام والمسلمين وتعاليمه، أليس في ذلك تمييز وعنصرية وحد من حرية التعبير وانتهاك لحقوق الإنسان في حريته التي كفلها القانون الأممي! لماذا لا يتقبلون أفكارنا ومعتقداتنا وتعبيرنا عن آرائنا وإن اختلفت مع قيمهم ومعتقداتهم ويطالبوننا بتَقّبل قضاياهم ومعتقداتهم ويمنعونا من التعبير عن رأينا المخالف لهم بل وقد يطالبون بمعاقبتنا أو استبعادنا من بعض المناصب وربما التشهير بأننا مجتمعات عنصرية، في المقابل يقبلون كل ما يقال ضد الإسلام والعرب ويقابلونه بصمت وبدعم ويعتبرونه حرية تعبير! إنه لتمييز كبير وعنصرية واضحة تجاه العرب والإسلام وقضاياه وحدّ من الحرية وقمع للفكر والتعبير العربي وتناقض واضح في تطبيق القوانين التي يوظفونها حسب ما يناسبهم ودعم واضح للقضايا التي تهمهم وتهميش بل ورفض لقضايانا العربية الاسلامية!