13 سبتمبر 2025
تسجيللا يزالُ إعلامُ المملكةِ والرعاعُ من ذبابها الإلكترونيّ يتحدثونَ عن السعودية العظمى التي لا يعلمُ أحدٌ ما هي ركائزُ عظمتها عندهم، في حين يرى الجميعُ ركائزَ العارِ التي تستندُ إليها في سياساتها، والتي سنناقشُ اثنتينِ منها: 1) جمال خاشقجي: لم يكن مستغرباً اختطافُ خاشقجي في قنصليةِ بلاده، ولا ما يذاعُ عن اغتياله فيها ثم التخلصِ من جثته، أو تخديره ونقله للرياضِ، فهذه أمورٌ طبيعيةٌ جداً في دولةٍ لا ترى في مواطنيها إلا أشياءَ بلا إرادةٍ وكرامةٍ وحقوقٍ، وأرقاماً يتمُّ تغييبُ أصحابها في المعتقلاتِ، أو محوهم من سجلاتِ الأحياء بجرةِ قلمٍ. المستغربُ هو اللامبالاةُ والصلافةُ والعنجهيةُ التي تتعاملُ بها المملكةُ مع القضيةِ، وكأنها تتحدثُ عن ذبابةٍ لا شأنَ لها، وليس عن إنسانٍ ذي مكانةٍ رفيعةٍ في عالمِ الصحافةِ، وصاحبِ مواقفَ تدعو للإصلاحِ داخلَ النظامِ، ويحترمه العربُ والمسلمونَ لأنه حرٌّ شريفٌ ناصرَ ثوراتِ شعوبِ دولِ الربيعِ العربيِّ، وعادى انقلابَ الإماراتِ والسعوديةِ في مصرَ بواسطةِ عميلهما السيسي وعصابته، والتزمَ بفلسطين وشعبها وحقِّ الأمةِ في مناصرةِ نضال أبنائها من الفلسطينيينَ ضد الكيانِ الصهيونيّ. لقد أرسلتْ تصريحاتُ وليِّ العهدِ السعوديِّ لوكالةِ بلومبيرغ إشارةً بأنَّ خاشقجي قد اغتيلَ وتمَّ التخلصُ من جثته، أو أنه حيٌّ في الرياضِ وستتمُّ تصفيته حتماً، لأنَّ القيادةَ السعوديةَ لديها استعدادٌ لتحملِ فضيحةٍ عالميةٍ وأزمةٍ سياسيةٍ مع تركيا، في حالِ عدمِ العثورِ عليه، فتستمرُّ بالإصرارِ على تكذيبِ أيِّ دورٍ لها في اختطافه أو اغتياله، لكنها لا تستطيعُ السماحَ له بالظهورِ مجدداً فتثبتُ على نفسها التهمة بدليلٍ ماديٍّ. إذن، لقد تمتْ تصفيته رسمياً، ولم يبقَ أمامَ العالمِ إلا انتظار تصريحٍ رسميٍّ تركيٍّ يُنهي القضيةَ. والمضحكُ المبكي أنَّ ذيولَ الرياضِ وأبوظبي في مجمعِ الصرفِ الصحيِّ المسمى بالإعلامِ المصريّ يتمرغونَ في السفاهةِ والانحطاطِ محاولينَ الإساءةَ إليه في شخصه ووطنيته وعروبته وإسلامه، ويلمحونَ إلى دورٍ مخابراتيّ قطريّ تركيّ في اختفائه، مما يدلُّ على أنَّ الرياضَ، إذا وجدتْ نفسها أمامَ الواقعِ، ستندفعُ في حملةٍ إعلاميةٍ شعواءَ ضد بلادنا، أو ستحاولُ التصعيدَ ضدها لشغلِ العالمِ بقضيةٍ جديدةٍ، رغم معرفةِ دولِ الحصارِ أنَّ مؤامراتها فشلتْ وماتتْ ولن تستطيعَ شيئاً مع بلادنا. 2) يوسف العلاونة: قبل سنتين، كان العلاونة يشتمُ المملكةَ والأسرةَ المالكةَ، ويطعنُ في أعراضِ السعودياتِ بأقذعِ العباراتِ. وظنَّ أنه يستطيعُ استثمارَ الحصارِ ليبيعَ نفسه لبلادنا، فأخذَ يتقربُ لبلادنا وشعبنا، لكنه لم يكن يعرف أننا، قيادةً وشعباً، نرتكزُ على أساسٍ سياسيّ أخلاقيّ متين جعلَ لنا مكانةً عظيمةً في قلوبِ العربِ والمسلمينَ، وجعلنا نرفضُ الذين يبيعونَ أنفسهم في أسواقِ النخاسةِ السياسيةِ من أمثاله. وكعادةِ قيادتي أبوظبي والرياضِ، فإنها شمتا رائحته الإعلاميةَ النتنة، وأدركتا أنه بلا دينٍ يعصمه، ولا شرفٍ يمنعه عن الدنايا، فضمتاه إلى صفوفِ الجيفِ العفنةِ التي تشكل أساسَ جيوشهما الإعلاميةِ. فخرجَ مترنحاً تحتَ تأثيرِ خمرِ المالِ الحرام، يشتمُ بلادنا وسموَّ أميرنا وشعبنا، طاعناً في الأعراضِ، مستخدماً لغةً بذيئةً ساقطةً تدلُّ على منبته وأخلاقِ الذين اشتروه. ثم زادَ في ترنحه، فأخذَ يشتمُ العربَ والمسلمين كما فعلَ في إساءته المشهورة لأشقائنا اليمنيين. ولم يكتفِ بذلك، بل أخذَ يثيرُ النعراتِ الطائفيةَ في الخليجِ والمنطقةِ العربيةِ، وكأنه ينفذُ سياسةً عامةً لسادته. وبالطبعِ، فإنَّ ما ذكرته مثبتٌ بمقاطع ڤيديو موجودةٌ في اليوتيوب. وعندما نشرتُ مقالي، يومَ الثلاثاءِ الماضي، قامَ بشتم بلادنا وشتمي بأقذعِ العباراتِ، فرددتُ عليه في صفحته، وفضحتُ ماضيه الشخصيَّ الذي لا يتشرفُ به الكرامُ، وبينتُ له وضاعته، وأخرسته بالحجج الدامغةِ، فما كان منه إلا أن حظرني في تويتر، لكنني صرتُ هاجساً عنده فاستمرَّ بمهاجمتي، كما أخبرني كثيرون. والسؤالُ، هنا، هو: ألا ترى القيادةُ السعوديةُ حجمَ الإساءةِ الهائلِ الذي يسببه للمملكةِ هذا المأفونُ وأشباهه؟ أم إنَّ حماقةَ وغباءَ دليم القحطاني هما القاعدةُ التي ترتكزُ القيادةُ عليها في عالم الذبابِ الإلكترونيِّ والإعلامِ؟. كلمة أخيرة: انهيارُ الأممِ يبدأ بعواملَ داخلية فيها. الإيميل:[email protected]