20 سبتمبر 2025

تسجيل

الاستخفاف الروسي بالإرادة الدولية

09 أكتوبر 2016

للمرة الخامسة، تستخدم روسيا حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي لإحباط مشروع قرار يهدف إلى حماية المدنيين والشعب السوري تحديداً من المجازر التي ترتكب بحقه منذ خمس سنوات. لقد كان استخدام روسيا لحق النقض ضد مشروع قرار اقترحته فرنسا وأيدته دول المجلس ويدعو إلى وقف عمليات القصف والغارات الجوية في حلب، أمراً مثيراً للاشمئزاز، كونه يشكل استخفافاً بالإرادة الدولية، ويحول مجلس الأمن من مجلس أحد أهدافه حماية المدنيين وصون الأمن والسلم الدوليين، إلى مجرد غطاء لتوفير الحماية لمرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بدلا عن حماية المدنيين، وفي أحسن الأحوال يبقى المجلس مجرد واجهة تعبر عن ضعف مؤسسات المجتمع الدولي وعجز الإرادة الدولية عن فرض إرادتها على الجميع.لقد استبقت دولة قطر، اجتماع مجلس الأمن، بدعوة المجتمع الدولي من جديد للعمل من أجل وضع حد لمآسي حلب، وعمل كل ما من شأنه حماية وإنقاذ الأرواح في سوريا، وذلك من خلال تغريدة أطلقها سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية. لقد وجهت الدول الدائمة العضوية أمس رسائل قوية لروسيا، ونددت باستخفافها بالإرادة الدولية، وحمَّلتها مسؤولية ما يحدث في حلب من دمار ومجازر وقتل للأطفال، مستنكرة بوضوح موقفها اللا إنساني واللا أخلاقي تجاه المدنيين في سوريا.حسناً فعلت هذه الدول بموقفها هذا من الفيتو الروسي، غير أن ذلك وحده لا يكفي أمام الامتحان الذي يتعرض له العالم في إنسانيته ومبادئه الأخلاقية، وقبل ذلك مؤسساته الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن الذي لم يعد وجوده ضامناً لحماية الشعوب والسلم والأمن حول العالم.