18 سبتمبر 2025

تسجيل

فلسطين على أبواب انتفاضة ثالثة

09 أكتوبر 2015

ازدياد درجة التوتر إلى الحدود القصوى في الأراضي الفلسطينية واشتداد المواجهات العنيفة واتساع نطاقها، بين الفلسطينيين من جهة، وسلطات الاحتلال والمستوطنين واليهود المتطرفين من جهة أخرى، كان أمرا متوقعا، في ظل الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية، والحملة الشرسة التي تستهدف المسجد الأقصى والقدس الشريف.ومنذ بداية هذا الشهر، الذي يشهد تصاعدا في المواجهات بين الشعب الفلسطيني والمحتل الغاصب، بدأت نذر الانتفاضة الفلسطينية الثالثة تلوح في الأفق، بعد أن سدت حكومة الاحتلال الأصولية المتطرفة والإرهابية الأبواب أمام أي آفاق لتسوية القضية، في الوقت الذي يتواصل فيه النشاط الاستيطاني المحموم والانتهاك المستمر لكافة الحرمات الدينية، مما دفع الأمور باتجاه الانفجار.لقد كان هذا الانفجار الذي تشهده الاراضي الفلسطينية، أمرا منتظرا، ولطالما أشار إليه البعض، وعلى رأسهم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، الذي حذر في خطابه الأخير امام الجمعية العامة للأمم المتحدة من مآلات ما يجري من عدوان إسرائيلي على المسجد الأقصى والقدس الشريف، وحتمية انفجار الأوضاع ليس في الأراضي الفلسطينية وحدها وانما في المنطقة ككل، بسبب غياب إرادة السلام وعدم وجود شريك إسرائيلي حاليا والاستمرار في إضاعة الوقت وتحويل الزمن إلى "قنبلة" يمكن أن تنفجر في أي لحظة.لم تكن تحذيرات سمو الأمير في الأمم المتحدة، سوى قرعا لأجراس الإنذار لكل العالم، لكي ينهض بمسؤولياته إزاء القضية الفلسطينية التي أصبح استمرارها دون حل دائم وعادل وصمة عار في جبين الإنسانية، بل وهي أكبر دليل على عجز المجتمع الدولي في انهاء هذه الحالة الشاذة التي تشكل آخر مسألة استعمارية مفتوحة في التاريخ الحديث.إن الأوضاع الجارية حاليا في الاراضي الفلسطينية، تشير الى أننا على أبواب انتفاضة ثالثة، وهو أمر سيكون له تداعياته الإقليمية والدولية، خصوصا ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية التي يتوقف عليها مستقبل السلام والاستقرار بالمنطقة.