13 سبتمبر 2025

تسجيل

القدس.. "خط أحمر"

09 أكتوبر 2013

لم يكن إعلان رئيس جمهورية التشيك، ميلوس زيمان، بخصوص نيته نقل سفارة بلاده في اسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة إعلانا صائبا أو موفقا، كما أنه لم يأخذ في الحسبان عواقب خطوة كهذه على العلاقات التاريخية بين بلاده والدول العربية، بشكل عام، وبين بلاده كعضو في الاتحاد الأوروبي والمجموعة العربية بشكل خاص. إذ إن قرارا بهذا المستوى إذا وصل مرحلة التنفيذ لا يمكن وصفه بأقل من كونه "إعلان حرب" على فلسطين والمجموعتين، العربية والإسلامية، اللتين ترفضان وبشكل قاطع المساس بـ "الوضع الخاص" لمدينة القدس كعاصمة موحدة لفلسطين، وثالث وجهة تُشدّ إليها رحال المسلمين، علاوة على كونه مكانا مقدسا لجميع الديانات خارج إطار الاستغلال والابتزاز السياسي. نعلم جميعا، أن الولايات المتحدة الأمريكية، الحاضنة والراعية والداعمة لإسرائيل في المنطقة والعالم، لم تجرؤ على اتخاذ أي خطوة بهذا الاتجاه رغم ما أطلقه السياسيون من وعود والتزامات في هذا الشأن، سواء في ذروة الحماس لإسرائيل أثناء الحملات الانتخابية، أو أثناء اللقاءات الحميمية في واشنطن وتل أبيب، وفي كل مرة يكتفي البيت الأبيض بالقول إن "القرار النهائي لم يتخذ بعد"، أما أحدث قرار شجاع في هذا الإطار، فقد كان القرار الذي أعلنته جمهورية السلفادور عام 2006 بنقل سفارتها فى اسرائيل من القدس الى تل ابيب، ودافع الرئيس السلفادوري آنذاك أوسكار أرياس عن قراره بأن الوقت قد حان لتصحيح الخطأ التاريخي الذي أضر ببلاده على الساحة الدولية وحال بينها وبين المحافظة على علاقات ودية مع العالم العربي والإسلامي. السلطة الفلسطينية أكدت أن خطوة من هذا القبيل، كفيلة بتقويض عملية السلام والمفاوضات الجارية، وتعتبر القدس أهم بنود ملفات الوضع النهائي على طاولتها، ومن المتوقع اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لبحث مقترح الرئيس التشيكي ومخاطره وسبل رد الدول العربية على هذا الموقف. ربما يظن الرئيس التشيكي أن انشغال الدول العربية بمشاكلها الداخلية فرصة له ولأمثاله من الأدوات الخفية لتنفيذ الأجندة الاسرائيلية في القدس، لكن تجاوز "الخط الأحمر" يتطلب الاستعداد لدفع الثمن.