15 سبتمبر 2025

تسجيل

السنافر

09 أكتوبر 2013

أول الكلام: من الاشخاص الذين أحرص على البحث عنهم بموقع اليوتيوب عندما أحس بالضيق الشديد لكي يرسم الابتسامة على شفتي الفنان (محمد الحملي) الذي احترمه كثيراً على الرغم من عدم معرفتي به بشكل شخصي فــ (بوراشد) لم يجمعني معه غير لقاء واحد في حياتي كان في مكتبي لمناقشة تفاصيل عمل لم يكتب له أن يرى النور، في احدى مقابلاته التلفزيونية قال جملة على سبيل المزاح تأكدت فيما بعد أن الكثير يشاركونه بها وهي (لغاية اليوم عندي قناعة بأن السنافر موجودين صج) ، وكنت بمملكة البحرين أثناء نزول الجزء 2 لفيلم السنافر (وللنقاده : حقق الفيلم لصناعه إيرادات تجاوزت 36 مليون دولار في الاسبوع الثاني من عرضه بأمريكا فقط) ، فقررت أن أذهب لحضور الفيلم ولكنني أحسست (بالفشلة : بالاحراج) نظراً لكبر سني وخوفي من أن يشاهدني أحد يعرفني بالسينما وأنا حتى ليس معي طفل (أرقع) به الموقف واتعذر بأنني ذهبت لأن هذا الولد (كلا قلبي : ألح بشدة) لكي يشاهد الفيلم ، وبعد تفكير اهتديت لخطة بأن أذهب لأحد العروض المتأخرة بنظام الــ (3D) وكنت واثقاً بأني سأجد السينما (فاضية) والنظارة ستغطي نصف وجهي ، وأحسست بالارتياح عندما حجزت التذاكر ولم يخب ظني فقد كانت القاعة شبه فارغة ، واخذ الوقت يمضي وأنا أتحرق شوقاً لمشاهدة الفيلم بالتنزه هنا وهناك بالمجمع (وكنت حاجز التذاكر من المغرب والفيلم بعد منتصف الليل) إلى أن جاء موعده ، فدخلت القاعة وصدمت بأنها كانت (فُلْ : ممتلئة عالآخر) ، والجميع من نفس سني تقريباً أوأكبر مني ، والظاهر الكل استخدم نفس الخطة التي جاءت في بالي ، فجلست بمقعدي وأنا ابتسم وأخذت أبحث بالوجوه عن أحد أعرفه ، وتذكرت جملة محمد الحملي بتعديل بسيط بأن هناك الكثير لغاية اليوم يعتقدون بأن السنافر موجودين صج . - منتصف الكلام : سافرنا أنا وصديق العمر إلى مصر قبل سنوات عديدة ، والأخ أراد أن يطلع شهم في آخر السفرة (وطاحت براسي كالعادة) ، فبعد أن مضى علينا أسبوع بالقاهرة قررنا العودة للكويت وأمضينا آخر ليلة لنا هناك (بالحسين) وكان موعد الطائرة عصر الغد ، وغادرنا (الحسين) بعد صلاة الفجر وذهبنا لتناول وجبة الإفطار بأحد الفنادق القريبة من فندق سكننا ورفض أن نعود لفندقنا بتاكسي لأن المسافة قصيرة جداً (ومصروف السفرة كله معاه) وكل تاكسي يقف لنا يقول له (تبي توصلنا بأربعه جنيهات) وكل ما قربت المسافة أكثر من فندقنا ينزل السعر أكثر (إلى ان وصل أنه يريد تاكسي يوصلنا بجنيه ونص وطبعاً حتى راعي الحنطور ماراح يرضى) ، ولطول المسافة التي قطعناها مشياً على الاقدام (وذلك بسبب بخله الشديد) لم يغمض لي جفن وجلست أعالج أقدامي المتورمة وكان ترتيبنا أن ننام قليلاً ونغادر الفندق ظهراً ونتوجه مباشرة للمطار ، وحين جاء موعد المغادرة من الفندق وهو (شبعان نوم) وأنا (مواصل) ، كنت طوال المسافة من الفندق إلى المطار وانا أوصيه (بنام من مصر الى الكويت لا تقعدني لو الطيارة بتنفجر) ، الى ان وصلنا المطار وعلمنا ان موعد أقلاع الرحلة متأخر كالعادة ثلاث ساعات او اكثر وانا منهك ، وبعد طول انتظار ركبنا الطائرة وأغمضت عيني وانا أوصيه للمرة الألف (بنام من مصر الى الكويت لا تقعدني لو الطيارة بتنفجر) ، واول ما جلسنا بمقاعدنا أغمضت عيني ونمت ، وبعد برهة أحسست بمن يهز كتفي ففتحت أجفاني المتثاقلة وقلت لصديقي (وصلنا ؟) فأجابني (لا بعد ما طرنا) فكدت ان أفتك به ولكنه قال (أفا وين شهامة الكويتي؟) فقلت له (شصاير ؟) فقال (هناك مريضة معنا بالطائرة تحتاج أن ترجع للكويت وهي متمددة على كرسيين والطائرة مافيها ولا كرسي فاضي والكابتن سأل من يتبرع بكراسيه من أجلها فرفعت يدي ويدك وانت نائم) ، فتضاربت بداخلي الأحاسيس هل اقتله على ما فعله أم أثني على شهامته ؟ ، فتعوذت من ابليس وقلت له (ووين بنقعد والطيارة مافيها ولا كرسي فاضي ؟) ، وطبعا كان جوابه كالعادة (أضبطك) ، فجلسنا طوال رحلة العودة بمطبخ الطائرة ولم أستطع ان أنام ولو دقيقة ، وكافأه الكابتن بأن أعطى له ثلاث وجبات مجانية من وجبات ركاب الدرجة الأولى (والرحلة كانت ساعتين ونصف الساعة فقط) ، وتأكدت بأن شهامته كانت من أجل هذه الوجبات وليست من أجل المريضة . - قبل الختام : وجوه كويتية أتشرف بها من بلدي ومثلتنا خير تمثيل بالخارج (فواز الحساوي ، م.منار الحشاش ، الشيخ مشاري العفاسي ، اللاعب بدر المطوع) وهناك الكثير غيرهم ولكن المقالة لا تكفي لذكرهم جميعا فشكراً لكم. - آخر الكلام: جميل أن تعود عجلة الإنتاج الاعلامي بالنسبة لي للدوران مرة اخرى ، ولكنه محزن ابتعادي عن انتاج مهرجان اهل القصيد والبدأ بتحضيراته من جديد بنفس هذا الوقت من كل سنة. من أجواء أهل القصيد : أيامٍ تمر بحلا وايامٍ بليا حلات – وقتٍ ركض عمرٍ مضى وسنين تلحقها سنين أعيشها كد وصبر ماعيشها لعب ورهات – أبي الستر ولا التعب مخلوف ماعمره يبين إلا تضايقت اشتكي لله في حزة صلاة – القلب سر وما درابه غير رب العالمين