11 سبتمبر 2025

تسجيل

"رسالة دورية"

09 أكتوبر 2012

لكل فرد منا قيمة يحددها لذاته، دون أن يسمح لغيره بتولي هذه المهمة، التي وإن توافرت لها أسباب حدوث ذلك لفقد حقه من أن يكون كل ما يسعى لأن يكون عليه يوماً (ما)، خاصة وإن تحول لمركبة يقودها غيره دون أن يتمكن من قيادتها بنفسه؛ ليدرك قيمة ذاته ويسمح للآخرين بالتعرف عليها، والاستفادة من كل ما يميزه عن غيره، والطبيعي أن هذه القيمة تأتي من جوف الدور الذي يتبناه، وما تتبعه من التزامات ومهام تقع على عاتقه وحده، ويكون تحمل مسؤوليتها مسؤولية جديدة تُضاف عليه وعلى قائمة المهام الخاصة به، مما يعني أن القيمة التي سنكسبها في نهاية المطاف تعتمد على البداية التي تبدأ معنا من نقطة التعرف على مسؤولياتنا، وتحديداً لحظة تحديد المهام المتوقفة علينا، وهي الآلية التي نجد بيننا من يتجنبها؛ لينشر في الأرض الفساد؛ لأسباب تبث في نفسه الراحة، وتمنحه لذة يستشعرها فقط حين يهمل ما عليه، ويتجاهل الصوت المنبعث من الداخل، والذي يظل يوبخه وإن كان مبحوحاً لا يستطيع التخلص من عيبه الذي يمنعه من التحدث بصوت أعلى يمكن التعرف عليه وتمييزه؛ ليصرخ بالحقيقة التي ستظل تُذكره بالصواب، وما يتوجب عليه فعله، فيتراجع عن المسار الذي بدأ يسلكه وضر به غيره من الناس، وما ذلك إلا؛ تلبية لرغباته الخاصة. إن لكل كلمة تخرج من هذا العمود لكمة نتعرض لها في الحياة وتجبرنا على تناول الموضوع وإن كان ذلك بشكل متواضع يفتخر بأن يكون، وإلا فما هي قيمة القلم إن لم يتأثر بما يحدث من حوله؟ لاشك بأنه سيظل خالياً خاوياً من التمتع بجنس المسؤولية، وهو ما لا يشرف أي قلم حقيقي يُعرف على أنه كذلك، وعليه فلقد تأثر القلم من الأحداث التي تأخذ حيزها من واقعنا، وتحتاج لمتابعة تأخذ بيد من يُصلح الأمور دون أن يفسدها بيننا؛ لتباركه، وتضرب تلك التي تحرص على العكس؛ لتوبخها على سعيها الدائم بالسير نحو تحقيق غاية واحدة فقط ألا وهي القيام بما يحلو لها وكما يحلو لها تماماً، في حين أن الأمر لا يعتمد عليها فقط، إذ ان هناك الكثير ممن يحيطون بها، ويحتاجون إليها كما تحتاج إليهم. حين نعمل نحن لا نقوم بما علينا فقط؛ للتمتع بعائد مادي يُساعدنا على متابعة أمورنا وتغطية حاجتنا في هذه الحياة، بل نقوم بفعل ذلك؛ لأنه الواجب الذي سنضمن بتنفيذه تنفيذ غيرنا لكل ما عليه من واجبات هي من الأصل حقنا ومن حقنا؛ لذا فإن تذكر هذه الحقيقية يجعلنا نفكر ألف مرة قبل أن نتكفي بتقديم ما علينا وتسليمه كما يحلو لنا وإن كانت تلك الحلاوة لا تمت للحلاوة بصلة أصلاً. إن الدور الذي نقوم به كما يفعل غيرنا، يؤكد على أن الحبل الذي يربط بين واجباتنا وحقوقنا هو (حبل الخدمة) الذي يُفضل ويُستحسن بأن يتميز بقوته؛ كي تظل العلاقات مترابطة ومتماسكة وبشكل جيد يضمن للمجتمع سلامته، وخلوه من العيوب التي يمكن أن تكبر وتؤثر فيما بعد على توازنه وقدرته على السير بخطوات واثقة نحو النجاح الذي نطمح إليه، ونحلم به كل الوقت. هذا الصباح حين يبدأ يومك وتُقبِل الساعات الأولى منه ومنك؛ لتُقَبل قلبك، وتخبرك بأنها فرصة جديدة لحياة جديدة تستحقها وتستحق التمتع بها تماماً كما تحب، تذكر بأن أحلامك هي كل ما ستعبر عنك فيما بعد أمام كل من حولك، وأن تحقيقها يتطلب منك صبراً على كل ما ستواجهه من عقبات، والتزاماً بكل ما عليك من واجبات إن قمت بها وعلى أكمل وجه؛ لتصل كاملة إلى أصحابها؛ لوجدت وفي المقابل من سيحرص كل الحرص على تسليمك كل ما هو لك وبصورة سيحبها قلبك وبكل صدق. وأخيراً فإن ما نريده من الجميع، هو بث رسالة دورية مفادها التالي: لابد وأن نعمل وبكل حب، لا أن نعمل كما نحب.