14 سبتمبر 2025

تسجيل

الحل عربي ولكن؟

09 أكتوبر 2012

مثل ما قالوا: "يد واحدة لا تصفق" فهذا ينطبق على سمو الأمير حفظه الله عندما وقف على هذا المنبر العالمي كعادته وهو يحمل هَم الأمة وأوجاعَها وما آلت إليه الأمور في سوريا، وَوضَع الجميع أمام الأمر الواقع وخاصة الدول العربية والاسلامية!! فالبعض منها سبب رئيسي في إطالة معاناة السوريين بعد أن رأى سموه أن هناك فتوراً في الموقف الدولي إزاء ما يجري في سوريا من مذابح ومجازر بصورة يومية؛ نرى بعضها والخافي أعظم، وكأن الدم السوري رخيص إلى هذا الحد!! ووقف هذا المجلس بدوله العظمى المنقسمة على نفسها والتي تتصرف بناء على مصالحها المتعارضة، ولا يهمها ما يحل بالشعوب وخاصة العربية والإسلامية منها.. وتقول: لا بد أن يكون الحل سياسياً، وهي تملك الحل وهو بسيط؛ بالتخلي عن هذا الذي عاث في الأرض فساداً فأهلك الحرث والنسل، فهو شخص لكي يبقى يواصل ظلمه وظلمته التي طالت كثيراًَ ويموت بسببة المئات يومياً.. فهذه الدول وقفت جميعها عاجزة عن منع هذا الإجرام الذي قد لا تعرف البشرية مثيلاً له.. فما كان من سموه إلا أن برأ ذمته أمام الله وأمام الشعوب العربية والتاريخ، وطلب تدخلاً عسكرياً عربياً لكي يقطع الطريق على هؤلاء الكاذبين المتعللين والمطالبين بأن يكون الحل عربياً وليس تدخلاً أجنبياً، ورمى الكرة في ملعبهم، وهم يقفون متفرجين.. فلكل يعلم بأن الكثير من الدول العربية لا يريد أن يسقط مصاص دماء الشام، وأن تكون نهاية الربيع العربي في سوريا، ويبدأ خريفه، حتى لو أباد شعبه عن بَكرة أبيه ولم يبقِ ولم يذر، وبذلك يتخلصون من هذا الكابوس المسمى بالربيع العربي إلى الأبد، والبعض من المؤيدين للثورة بدأ يسحب نفسه رويداً رويداً أو قد يُبدي شيئاً ويُخفي شيئاً آخر؟؟!! ونحن نعلم هذه القوات العربية الكبيرة التي تستعرض مهارتها في العروض العسكرية، أو عبر وسائل الإعلام المختلفة، والتي تملك ترسانة عسكرية ضخمة تستطيع أن تضرب قوات هذا المجرم، ولا سيما المطارات ومراكز هبوط الطائرات والخدمات اللوجستية المرتبطة بها ومرابض المدفعية.. لكن علمتنا الظروف أن معظم هذه القوات إما أن تضرب بها الشعوب أو تبقى في مخازنها تصدأ أو تمسي فنادق خمس نجوم للجرذان أو لمكافحة أسراب الجراد!!! فبالله عليكم من يرضى بهكذا ظلم؟!! فلقد جاوز الظالمون كل مدى، ولم يعد هناك حل سياسي ولا طريق عودة، فهو دمر كل شيء فلا يوجد بيت في سوريا إلا أصابه الخراب ولا توجد عائلة إلا لديها قتلى أو جرحى، فهذا المعتوة شرد الشعب السوري الأبي وأذله، وجعله في فاقة كبيرة، كأن له ثأراً دفيناً مع هذا الشعب، هو وأبوه من قبل.. فيا أيها العرب يا من تطالبون بحل عربي، وتقولون عنا ـ نحن القطريين الشرفاء ـ عملاء للأمريكان والغرب، الكرة باتت في ملعبكم الآن، فلا يستطيع هذا المسن الإبراهيمي أدام الله عليه عافيته، أن يجد حلاً سياسياً بل إنه لم يحل أي قضية من قبل، فالوقت قد تأخر بل تأخر كثيراً، وبدون مزايدات، فبالله عليكم لولا سعي سمو الأمير الدؤوب ووقوف قطر المشرف والإمارات العربية الشقيقة والتدخل الأجنبي، ونأخذ ليبيا مثالاً على ذلك، لفعل القذافي بشعبه الأعاجيب.. فهل نرى تدخلاً عربياً يقاتل ضد هذة الفئة الباغية التي بغت على الشعب السوري، حسب أمر رب العالمين، أم نتعلل بإيران والروس إلى أن يصبح السوريون وسوريا أثراً بعد عين؟؟