08 نوفمبر 2025
تسجيلتتجه أنظار المراقبين للوضع في اليمن حاليا إلى معركة صنعاء الحاسمة، وما سيترتب عليها من تغيير جوهري وجذري للوضع العام في اليمن، باعتبار هذه المعركة، معركة الفصل بين عهدين نقيضين، عهد الانقلاب الحوثي وصفحته السوداء في تاريخ اليمن، وماجلبته على أبناء شعبه من قتل ودمار وتشريد، لاتزال قوات المليشيات الانقلابية وأعوانها من أتباع نظام صالح البائد يمارسونها في مختلف المحافظات اليمنية، وعهد "إعادة الأمل" الذي تقوم قوات التحالف العربي بترسيمه على الأرض، خطوة خطوة، ووضع تصوراته المناسبة لإعادة الشرعية اليمنية إلى وضعها الطبيعي، وعودة الحياة إلى هذا البلد الذي تصر مليشيات الحوثي وأعوانها على تمزيقه، عبر خريطة طريق واضحة المعالم ومكتملة الأركان.دول التحالف العربي أرسلت حتى الآن، وفقا لتقديرات شبه رسمية، عشرة آلاف جندي إلى اليمن في مؤشر عزم على هزيمة قوات الحوثيين وأعوانهم، فيما أضافت قوات التحالف 30 طائرة هليكوبتر من طراز أباتشي ومركبات مدرعة وقاذفات صواريخ إلى عتادها العسكري، مما يعني أن الخطة العسكرية لمعركة صنعاء تأخذ في حسبانها كافة الاحتمالات، والخيار الوحيد أمامها هو خيار النصر، الذي أجمع عليه قادة هذا التحالف بعد هجوم الجمعة في محافظة مأرب، بحيث تكون هذه المعركة عاصفة وحاسمة تستخدم فيها القوات المشاركة،برا وجوا، القصف المكثف والغطاء الجوي لدعم الهجوم على الأرض، في حين اعلنت قيادة القوات اليمنية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي عن "جاهزية عشرة الاف مقاتل بمحافظة الجوف في اطار الجيش الوطني الجاري اعداده لتحرير العاصمة صنعاء وبقية المحافظات من مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية".معركة صنعاء بدأت فعلا، حيث تتركز المواجهات حاليا في منطقة مأرب، البوابة الغربية لصنعاء، وفي تعز، البوابة الجنوبية الغربية لها، وبذلك تحكم القوات اليمنية الشرعية، مسنودة بقوات التحالف حصارها للعاصمة صنعاء، مما يعني أن تحريرها مسألة وقت، وطي صفحة الانقلاب السوداء قد شارفت على الانتهاء، وبذلك يفتح التحالف العربي عهدا جديدا ليمن شقيق متحالف ومتآلف مع محيطه الطبيعي، وحضنه التاريخي والجغرافي والإسلامي.