10 سبتمبر 2025
تسجيللا يبلُغُ الأعداءُ من جاهلٍ ما يبلغُ الجاهلُ من نفسهِ.. بدايةُ القصّة: ضاعت البوصلة العُظمى التي تترتب تجاهها الأولويات في حياة البشر ؛ فتاهَ الإنسانُ عن المفهوم الشامل للعبودية التي خُلق لأجلها واقتصرها على الصلاة والصوم ؛ فاختلطت الأدوار وتعاظمت الشهوات الشخصية والرغبات للفرد وتأليهُهُ لذاته ؛ وما عاد هناك اجتماعٌ على الاحتكام إلى ما يُحبّه الله تعالى وإقامة الشرع في القول والفعل والعلم لرفعة الأمة، فتهتّكت الأُسر وضاع سرّ الوجود. لذا فإنّ الاشتباك القائم في الأُسر اليوم لم يكُن مطروحًا في القرون الفاضلة حيث كان هناك انسجام فطريّ بين دور الرّجل والمرأة في عمارة الأرض وهدف إنشاء أجيال صالحة تُكمل المسيرة في إعمار الأرض بالعدل ؛ وكان يتمّ ذلك دون تعقيدات التفاصيل التي انصبّ اهتمام المرأة والرجل عليها مُتناسينَ المهمّة الأساسية الأسمى. أَغرقتِ المرأة المسلمة سمعها وقلبها بطوفان أفكار دُعاة تحقيق الذات والاستقلالية ؛ فنازعت المرأةُ الرجلَ في القوامة وفي كثير من مسؤولياته والتي طبعًا سحب يدهُ منها بالتدريج، حتى إذا استيقظت من بحر العسل الذي أغرقوها فيه وجدت أبناءها قد تمرّدوا عليها بدلًا من أن يتعاطفوا معها فهم قد نشؤوا في بيئة مُتمرّدة على الطبيعة البشرية والتوجيهات الشرعية ؛ ووجدت نفسها أتعسَ شخص في الأسرة.. ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ النّحل 97. وبعد أن تمّ تحقيرُ قيمٍ شرعية كثيرة في نفس المرأة المسلمة من لجان المرأة وممن ينتسبون للإسلام زعمًا في مُقابل تعظيم قيم الشهادات العلمية والاستقلال المادي والاستحقاق العالي للأنا في نفسها التي استهانت بقيم ربانية كدورها في التربية،وإعفاف الزوج،وإصلاحُ الأسرة، ونعمة القوامة التي هي في الأصل حق لها، وغيرة الرجل على الحُرمات، وترفُّعها عن دور الجندي المجهول الذي يسندُ ظهورَ الرجال في بناء الأمّة، وتلاشت لديها روح العمل كفريق مع الرجل وتنامت قيمة التنافس معه. وهي في ذلك كلّه تجدُ لنفسها مُبررات وتأويلًا لسلوكها من الدّين حينًا ومن المنظمات الإنسانية حينًا آخر.. إنها النّسويّة المُتأسلمة. ختامًا: على المرأة أن تُدركَ أنه برغم الفقر والظلم المُتفشي في بلاد المسلمين فإنّ ما يحفظها من أن تطالها يدُ المُستغلّين هو حصنُ الشريعة الربانية المنيع.. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾ آل عمران149.