25 أكتوبر 2025
تسجيلأذّني أيتها المقاومة الأبيّة كأذان إبراهيم في النّاس بالحج يأتيكِ أحرار العالم من كلّ فجٍّ عميق، يسعون بقلوبهم وأحوالهم وأقلامهم وأصواتهم واستطاعاتهم، أذّني ليُسمِعَ اللهُ ما بين السماء والأرض أنّ ( الأرضَ يرثُها عباديَ الصّالحون). وطوفي على بيوتنا وتفاصيلنا الباهتة، أسكبي الزيتَ في قناديل صُحون مساجدنا الذّابلة، وأعيدي ولادةَ إنسان الدعوة الأوّل، بعد أن صارت الشهورُ تلدُ الأهلّةَ يتيمةً في زمانٍ بلا معنى وبعد أن عاد المجدُ لهُبل. وقِفي بنا على عرفات العزّة والكرامة، وأخطُبي في الكون جمعًا ومُطوّلًا كيف ملكتِ مفاتيح المعرفة والسيادة (اقرأ) وَ( أعدّوا ).. فهناكَ ثمّة من يُريدُنا أن نعودَ أعرابًا لا وزنَ لنا إلّا وزن قافية قيس وليلى وجلّ حكاياتنا عن معارك كداحس والغبراء. بين يديكِ "مقاومتنا" أُذنَ للحرية الحقيقية أن تتخلّص من أسرها وتتحرّر، مع كل مواجهة وكل شهيد تنفكّ سلاسل القيد زَردة زردة، وتسقطُ الأقنعة اللامعة عن وجه النفاق العالمي ويتجلّى الوصفُ الإلهي:( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ).. قال ابن القيم في هذا الوصف:( أحسنُ الناس أجسامًا، وأخلبَهم لسانًا، وألطفهم بيانًا، وأخبثهم قلوبًا، وأضعفهم جنانًا، فهم كالخشُب المسندة لا ثمر لها قد قُلعت من مَغارسها فتساندت إلى حائطٍ يُقيمها لئلّا يطأها السّالكون). إلى المقاومة الفلسطينية وكلّ الشعوبِ المُقاوِمة نقول: في نهارٍ تتلاعبُ فيه ريحُ الطغيان بأوراقِ أشجاركم الطيبة نحاربُ معكم بأدعيتنا نتصلُ معكم بجذورنا وإن تباعدت الأغصان، تُسافر إليكم دعواتنا الصادقة فهي سلاحُ الضعفاءِ لكن ما أعجزَ الطغاة أمامها، وأسرعُ الدعوات إجابةً دعوة الأخ لأخيه في ظهرِ الغيب، حتى إذا اشتدّت الأوتادُ على عروقِ المضطّهدين يولدُ الشفقُ من حُمرةِ دمائِكم لِيغفو بعدها الليلُ أمدًا طويلاً.