12 سبتمبر 2025
تسجيلعندما يُصبحُ من الأبجديّات اليوميّة لحرية الفكر والرّأي نقد الإسلام وأصوله بجميع مكوناته من وحي محفوظ وسنّة فهذا يكشفُ بجلاء عن طبيعة المُعترك قال تعالى: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ) البقرة / 217. وهذا محور مشروعاتهم وغاية آمالهم «إسلامٌ مستقبلي جديد “. وحين يعتقد النّاس أنّ المنافقين فقط هم الموصوفون بتلك الصفة في عهد النبي عليه السلام فذلك لأنهم عندما يقرؤون مواقفهم في الأنفال والنساء والتوبة وغيرهم لا يُسقطون فهمهم على الواقع وعلى من سار على شاكلتهم بأسماء متنوعة مثل ( العلمانيين، التنويريين، المجدّدين ) وغيرها من المسميات الحديثة التي يهربون بها من المسمى الشرعي الذي سمّاهم الله عزّ وجلّ به «المنافقين» بالتالي فإن هذا القصر في الفهم يُضعف القوة الضاربة في المجتمع في وجه هؤلاء المُضللين وذلك يُلزمُ أهل الرّشد مزيد تعب ومزيد محاضرات وكتابات ومؤلفات لتجهيز المجتمع للتصدي لهؤلاء، في حين لو تمّ تبيانُ ذلك للناشئة من صغرهم لاستثمرنا أعمار العلماء والدّعاة في الإصلاحات المستجدّة على المجتمعات. ومثال ذلك: الأول:- أراد المنافقون الأولون تكوين مقرّ لهم فبنَوا مسجد الضّرار فأظهر الله تعالى أهدافهم الخبيثة قال تعالى:( وَتَفرِيقَا بَينَ ٱلمُؤمِنِينَ ) التوبة/ 107 ودُمّر هذا المقر على الفور وافتُضح أمره لخطورة افتراق كلمة المسلمين الذين من المفترض أن يكونوا صفًّا واحدًا خلف إمامهم وقائدهم ؛ أما منافقو زماننا فما أكثر مقرّاتهم ومؤسساتهم التي شُيدت إرصادًا لمن حارب الله ورسوله، والعجبُ أنها في ازدياد والأعجب أنهم يتقاضون المليارات لتكوين إمبراطورية النفاق العالمي. الثاني:- لقد كان المنافقون الأولون يستخفون من النّاس ولايستخفونَ من الله لأنه لو ظهر أمرهم لأدّبهم المجتمع المسلم بالزّجر والمقاطعة وعدم التعامل معهم وردّ أعمالهم ومقالاتهم ومؤلفاتهم ؛ أما منافقو زماننا فقد شرحوا بالنّفاق صدرًا دون حياء، فيعلنون مكرهم وأفكارهم شاهرةً ظاهرة، لايستخفون بل يتصدّرون المنابر بالصوت والصورة دون رادع وبكلّ جرأة وسخرية على أصول الدين وثوابته، ثمّ بعد ذلك يُذيّلون خطاباتهم بعبارتهم التي تقطر مكرًا (هذا القول يعبّر عن رأي صاحبه).. وحالهُم ( وَلَيَحلِفُنَّ إِن أَرَدنَآ إِلَّا ٱلحُسنَىٰ وَٱللَّهُ يَشهَدُ إِنَّهُم لَكَٰذِبُونَ ) التوبة/ 107. فإذا كان في جيل القرآن في زمن الرسول الكريم منافقين وكان في المسلمين سمّاعون لهم فما ظنّنا فيمن بعدهم ؟! فما كانت لِتُعلن هذه الحرب على الإسلام باسم الإرهاب بهذه الجُرأة والشمولية لولا استنادها لموافق أكثر شمولية وجرأة من المنافقين المحلّيين. إنّ التخلي عن خيار المقاومة وإغلاق ملف القتال والقضيّة الفلسطينية والقبول بالسلام وإلغاء تدريس أحكام الجهاد لهو زُبدة النفاق، ولاتزال الأمّة منهم في بليّة وهم يزعمون أنّهم مصلحون..(أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ ) البقرة/ 12 ختامًا إنّ حركة النّفاق ليست قصّةً ماضية بل حقيقة باقية.