10 سبتمبر 2025
تسجيلالسلوك هو تصرّفات تعكسُ ما بداخل الفرد، وهذا السلوك يُعطي تصورًا عن هويّة هذا الإنسان (أفكاره، قيمُه، موروثاته)، والأسرة تُشكّل هوية الطفل؛ وبما أن الأم هي الشخص الذي يقضي معه الطفل معظم وقته ويُحاكي سلوكها وتُشكّل هويته لذا فهي أهمّ وأول حلقةٍ في سلسلة الناتج القومي الفعلي في المجتمعات وهو الإنسان. فعندما تمّ إيهامُ المرأة أنها أهم وأكبر من مجرد «أم» تقوم بدور التربية، ورفعوا لها سقف التوقعات وأنها تستحق نجاحات لا حدود لها وأنها تستطيع تحقيق أفضل مما يُحقّقه الرجل في ميدان العمل خارج البيت؛ فضعُفت لديها قيمة دور التربية وتخلّت عن استقرارها لتنافس الرجال مائلة بذلك عن دورها الجوهريّ الكوني والقدري. فمن الطبيعي بعد ذلك أن يكونوا نجحوا في هدم أول لبنة في بناء الأسرة «المرأة». وبالتالي هذا سيُغذّي حالة الضيق والخنق من مفهوم مركزية الشريعة في ضمير المجتمعات للأجيال اللاحقة. ومن العجيب المُحزن أنهم استخدموا المرأة ضد المرأة فيما يسمى «النسوية» والتي هي ضد الأنوثة أصلًا وضد الفطرة السويّة عند النساء. ولا يُفهم من هذا أنّنا ضد عمل المرأة بالمُطلق في ما يُناسبها بالضوابط الشرعيّة فهناك من الأعمال ما لا تصلُح إلّا للمرأة ؛ لكن الإشارة هنا إلى ضرورة وعي المرأة لما يُحاك لها باسم الأنوثة وتقدير النّفس والبحث عن الذات وأن قيمتها تُحدّد بالدخل المادّي الذي تُحقّقه ولو كان ذلك على حساب الدين والقيم، وتعزيز فكرة أنّ مرأة يُقابلُها رجل فيُفقد النفَس الجماعي في الأمّة وتتعزّز فكرة مركزيّة الإنسان. إنّ تحقيق الذات وتقديرها أيتها الكريمة ليس بوظيفة أو زوج أو عدد المُثنين على عملك بل بفقهكِ للقاموس الرّباني الذي فهرسَ لكِ أبجديّات أولويّاتكِ في هذه الحياة... وأنّه (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ). وحتى تعرفي يا كريمة جمال وحكمة هذه الشريعة لا تستمعي للُغة المَظلوميّة التي تُخاطب بها المرأة فهي وَقود المساواة الجائرة بين الجنسَين فتزداد قسوة الآخر عليكِ وتبقين تشعرين بالنّقص والدّونيّة.