22 ديسمبر 2025
تسجيلكانت لي فرصة لحضور دورة منذ أسبوعين، في الحقيقة كانت بالنسبة لي مغامرة جديدة، لأني لأول مرة أحضر لهذا المحاضر المختص وخصوصا موضوع علم النفس، الذي أحبه وما زلت أتطلع للمزيد منه. كان كهيئة من يدخل إلى عالم النفس البشرية، الذي من خلاله تتعرف على نفسك من جديد. كانت بمثابة نافذة لتغيير المعتقدات الخاطئة، أضف لذلك تضمنت معالجة الكثير من السلوكيات والانفعالات، كالتخلص من القطبية إما أبيض أو أسود، والتفكير المفرط والتوتر وطرق علاجه. من ضمنها توضيح فخاخ فكرية التي تجعل العقل يخشى الوقوع بها، مدى تأثير أسلوب الحياة وظروفها علينا. وكيفية التعامل مع الأزمات والضغوط والتكيف مع بعض الظروف التي قد يقع بها الإنسان أحيانا من منظور إسلامي. وطرق تجنب الأمراض النفسية، وكيف تساعد من حولك عند الإصابة بهذه الأمراض. اشتملت أيضا على التوعية النفسية، وضبط الانفعالات في وقت الأزمات، وتدريب نفسك بأكبر قدر على ضبط النفس، وتقديم مسارات مختلفة للتعامل مع الأزمات. الأمر المهم تجد الناس تحتاج إلى من يعزز لها ويؤكد صحة التعامل في أمور الحياة. قدم من خلالها صورة لك لتحسين العلاقة بالله لمزاحمة الخوف والغضب والقلق والتوتر، وتحسين الحالة النفسية. كقارب نجاة لتقوية البناء النفسي بالرضا والسكينة والتوكل. إن الإقرار بوجود مشكلة هو نصف حلها، والاعتراف بالحاجة لمساعدة. لا نتكلم هنا عن أسرار الطاقة والروحانية، إنما عن المرونة النفسية في هذه الحياة، وكيفية تقديم الدعم الذاتي لك ولمن حولك. قدم أيضا من خلالها طريقة التعامل مع الحياة، كصنع دافع لك تحققه كل ثلاثة أشهر، وفن اتخاذ القرار، وأيضا مهارات تساعده على تغيير أنماط التفكير. لا تلتفت، ولا تؤرق نفسك بما حصل بالأمس، ولا تسجن نفسك في الماضي إنما اجعله بنكا للمعلومات، اعتبره صندوق أدوات، للاستفادة فقط. إن المنظور الإسلامي النفسي، هو بناء مجتمع آمن، لا يعاني أفراده، والتكيف مع الأزمات، والعيش في حاضر أفضل. كان في حديقة الحيوان فيل أبيض صغير عمره شهران اسمه نيلسون، ربطت أحد أرجله بسلسلة حديدية، وفي نهايتها كرة حديدية، حاول تحرير نفسه، وكلما حاول زاد الألم عليه، وزادت المحاولات وفشل، وقرر الفيل أن يتقبل الواقع واستسلم، وعندما كان الفيل نائما غيَّر عمال المزرعة الكرة الحديدية إلى كرة خشبية، وكانت هذه فرصة له، ولكنه تبرمج على الفشل. مر بالحديقة فتى مع والدته وسأل المالك: لماذا لا يخلص الفيل نفسه من هذه الكرة الخشبية؟ فرد: يستطيع تخليص نفسه في أي وقت، وأنا أيضًا أعرف هذا، ولكن والمهم هو أن الفيل لا يعلم ذلك ولا يعرف مدى قدرته الذاتية...!! تبرمج الكثير منذ الصغر، على أن يعتقدوا اعتقادات معينة، ويشعروا بأحاسيس سلبية معينة، مثل فاشل، سمين، غير جميلة، واستمروا في حياتهم بنفس التصرفات تمامًا مثل الفيل نيلسون وأصبحوا سجناء في برمجتهم السلبية، واعتقاداتهم السلبية التي تحد من حصولهم على ما يستحقون في الحياة. إن الفيل نيلسون كمثال، تغير هو نفسه فازداد حجمًا وازداد قوة، وتغيرت الظروف من حوله فتبدلت الكرة الحديدية الكبيرة إلى كرة خشبية صغيرة، ومع ذلك لم يستغل هو هذا التغيير ولم يوجهه، ولم يغير من نفسه التي قد أصابها اليأس ففاتته الفرصة التي أتته كي يعيش حياة أفضل. إن الله - سبحانه وتعالى ـ قد دلنا على الطريق إلى الارتقاء بأنفسنا وتغيير حياتنا إلى الأفضل فقال تعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم». بالنهاية قدم المحاضر، عدة أسئلة: ماذا قدمت؟ هل يمكن أن تكون أفضل؟ كان محتواها يقول لك ارتق بنفسك، كلما فهمت نفسك وعقلك أكثر، كلما منحت نفسك وعقلك أدوات التغيير الملائمة، مع العلم أن التغيير مستمر.. كل هذا وبيني وبينكم...