أزمة اتفاق الحبوب والأمن الغذائي العالمي

عادت قضية اتفاقية نقل الحبوب الاوكرانية عبر البحر الاسود الى الواجهة، بعدما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي ترعى بلاده مع الامم المتحدة الاتفاقية المبرمة بين موسكو وكييف، إن ايجاد حل لمسألة تمديد اتفاق نقل الحبوب الاوكرانية في البحر الاسود والذي انتهى العمل به في 17 يوليو الماضي يبقى «رهن وفاء الدول الغربية بوعودها». وتفرض أزمة تعليق اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا ضغوطاً هائلة على امدادات الأمن الغذائي، إذ يواجه ملايين البشر خطر نقص الغذاء والأسعار المتصاعدة، وهو ما يهدد بتفاقم الجوع على مستوى العالم، خصوصا في افريقيا حيث يحتاج أكثر من 50 مليون نسمة في دول مثل الصومال وكينيا وإثيوبيا وجنوب السودان إلى المعونات الغذائية بسبب السنوات المتعاقبة من شح الأمطار. وأهمية الاتفاق تأتي بالنظر إلى موقع أوكرانيا في سوق الحبوب العالمي إذ تعد واحدة من أكبر موردي الحبوب حيث يعتمد 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم على الحبوب الأوكرانية، وفقا لأرقام برنامج الغذاء العالمي. لقد ظلت أزمة ممر الحبوب في صلب اهتمام دولة قطر، منذ اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية، فقد كانت جزءا من أجندة محادثات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، خلال اللقاء الذي جمعه مع فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة أستانة، العام الماضي. كما كانت محور زيارتي معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الاخيرتين الى موسكو وكييف، حيث قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن محادثاته مع معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كانت مثمرة حيث ناقشا خلاله الخطوات اللازمة لضمان الأمن الغذائي العالمي واستمرار مواصلة العمل الآمن لممر الحبوب. إن موقف دولة قطر التي سبق أن ساهمت بمبلغ 20 مليون دولار لدعم مبادرة تصدير الحبوب الأوكرانية بهدف مساعدة البلدان الأفريقية للحصول على الصادرات الغذائية، هو مواصلة دعم كل الجهود الرامية لتمديد اتفاق الحبوب لتعزيز الأمن الغذائي العالمي.