23 سبتمبر 2025

تسجيل

الغدر بالأوفياء

09 أغسطس 2020

التخطيط لغزو قطر تم وأبناؤها يحمون حدود المملكة ما أقدمت عليه دول الحصار وفكرت فيه ليس سوى شريعة الغاب قطر بذلت الغالي والنفيس لحماية السعودية من الخفجي إلى الحد الجنوبي حملة جديدة مكشوفة مصيرها الفشل لتأجيج الشارع اللبناني ضد قطر لا مؤشرات تدعو للتفاؤل بحل الأزمة باستمرار هذه العقليات التآمرية في المشهد الخليجي القراءة الخاطئة من دول الحصار للمشهد الإقليمي جعلت الرباعي يعيش في سكرة الوهم منطق "استقيموا" لا يصلح في قيادة دول الخليج ولا مساومة على السيادة قطر لم تنتهج يوماً سياسة معادية للرياض تبرر الغدر الذي تعرضت له من جانب السعودية المعلومات التي كشفتها مجلة فورين بوليسي الأمريكية تؤكد ما سبق وصرح به صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، من أنه تدخل لمنع دول الحصار من التصعيد ضد قطر في يونيو 2017، ومنع تنفيذ ما كانت تخطط له من احتلال قطر والسيطرة على ثرواتها. القراءة الخاطئة من دول الحصار للمشهد الاقليمي جعلت الرباعي يعيش في سكرة الوهم التي بها تخيلوا ان بإمكانهم تحريك قوات تجتاز الحدود القطرية، وتسيطر على احياء قطر وتقتل من يقف في طريقها. ● ما كشفته فورين بوليسي بالتأكيد هو غيض من فيض، فالحقيقة التي يعرفها الشارع الخليجي كله انه لا علاقة لقطر بما ورد في لائحة المطالب الـ13 التي وزعتها دول الحصار بعد ايام من فرضه. ففي اعراف الدول بل وفي اعراف قطاع الطرق انه يتم فرض شروط فإذا لم تتم تلبيتها ساعتها تلجأ الى الادوات القانونية، لكن ما اقدمت عليه دول الحصار وفكرت فيه ليس سوى شريعة الغاب. لم يعرف التاريخ غدرا مثلما مارسه النظام السعودي في مايو ويونيو 2017 فبينما هو يخوض حربا ضد الحوثيين لجأ إلى قطر لحماية الحد الجنوبي وأبلى المقاتلون القطريون بلاء حسنا واستشهد منهم من استشهد، بينما كان النظام السعودي مشغولا بملف آخر و يخطط لغزو قطر!، وقرصنة وكالة الأنباء القطرية والتخطيط لغزو الدوحة تم والجيش القطري يحمي حدود السعودية. ● مواقف للتاريخ يعجز المرء عن فهمها، فالشارع الخليجي الذي تابع باهتمام مبادرات قطر وحمايتها للسعودية من الخفجي حتى الحد الجنوبي لم يتوقع ان تقدم على حصارها ولا ان تخطط لغزوها مع الامارات والبحرين ومصر، فما أقدمت عليه دول الحصار وفكرت فيه ليس سوى شريعة الغاب، وهو مخطط صادم وغادر من دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي تجاه دولة عضو في المنظومة الخليجية. ولكن يصدق في الغادر قول الشاعر : يبوءُ بخسرٍ بائعُ العزِّ بالغنى.. وأخسرُ منه مشتري الغدرِ بالوفا.* ما كشفته فورين بوليسي غاية في الخطورة على أمن واستقرار المنطقة وعدم نفي السعودية حتى الآن لما كشفت عنه المجلة الأمريكية يؤكد الحقيقة، فمن المؤسف أن يكون الخيار العسكري مطروحا داخل المنظومة الخليجية لحل خلافاتها . ولعل هذا ما يفسر لماذا تفشل المساعي التي بذلت حتى الآن لحل الأزمة الخليجية، بسبب هذه العقلية التي ما زالت تسيطر على صناع القرار السعودي. ● منطق «استقيموا» لا يصلح في قيادة دول الخليج، ولا مساومة على سيادة الدول وحقها في انتهاج سياستها الخارجية وفق مصالحها، فقد جربت السعودية اعلان الاتحاد الخليجي وفشلت في فرضه، حتى الامارات التي تدعي اليوم وقوفها الى جانب السعودية رفضت منطق الاصطفاف خلف المملكة، وان يتم رسم السياسة الخارجية لدول الخليج في الرياض. ● ويشهد التاريخ ان دولة قطر لم تنتهج يوما سياسة معادية للرياض تبرر الغدر الذي تعرضت له من جانب السعودية، وأن التهم التي حاولت دول الحصار إلصاقها بقطر لم تكن سوى مبررات لتحقيق أهداف أكبر كشفتها قائمة المطالب الـ13 والتي تضمنت تجريد قطر من منبرها الاعلامي - قناة الجزيرة - ومن ثرواتها بطلب تعويض دول الحصار من ثروة قطر. ● التقرير الذي نشرته فورين بوليسي يعزز ما قاله سمو أمير دولة الكويت عن نجاحه في وقف التدخل العسكري ضد قطر، فالخيار العسكري الذي كان مطروحا أمام دول الحصار يخالف القانون الدولي، وسبق وجربه صدام حسين تجاه دولة الكويت وغامر باحتلالها وفشل. فهذه السياسة المغامرة قادت المنطقة إلى حالة عدم الاستقرار مطلع التسعينات ولا تزال دول المنطقة تدفع فاتورتها حتى اليوم. ● ومثلما فعل صدام بفعله الصادم باحتلال الكويت حاولت دول الحصار بقرصنة موقع وكالة الانباء القطرية، واتخاذ ما بثته من انباء وتصريحات كاذبة ذريعة لغزو قطر، فقد كان الهدف الحقيقي لدول الحصار هو جعل قطر دولة تابعة تتقاسم غنيمتها بعد تركيعها، لكن إرادة الله قضت عكس مؤامرات شياطين الحصار، واتبعت دولة قطر نهجا هادئا قام على تبني سياسة خارجية واضحة وشفافة، هزمت دول الحصار التي فشلت في مهتمها في إجبار قطر على قبول مطالبها الـ13. * بعد 1160 يوما على الحصار وفي ضوء ما نتابعه في وسائل الاعلام الاجنبية والمواقع المشبوهة ما زالت تراود دول الحصار افكار التآمر، فبعد أن فشل إعلام الحصار في إقناع الغرب بوجود مشكلة لدى قطر يجب حلها وردد مقولات مغلوطة، كشفت زيفها الدوائر الغربية سريعا، ولم تلق حملات اتهام قطر بالارهاب صدى في الاوساط الغربية، طالعتنا وسائل اعلام دول الحصار بتآمر هذه المرة مع اعلام اسرائيلي بحملة ممنهجة ضد قطر بدأت في شهر يوليو الماضي، سعت بخبث شديد لربط قطر بالمشهد اللبناني حتى اذا ما حدث التفجير لمرفأ بيروت يقول الاعلام المشبوه ان هذا من فعل قطر!. ● ما ذكرته فورين بوليسي ومن قبل أمير الكويت ووزير الخارجية الامريكي السابق تيلرسون يكشف مخططات شيطانية لا تدعو للتفاؤل بإمكانية حل الازمة الخليجية في الوقت الراهن، فهذه هي نوعية القيادة التي تسيطر على المشهد الخليجي، قيادة غادرة متآمرة تصافح بالنهار وتغدر بالمساء، ما يجعلنا بانتظار فجر جديد تستحقه شعوب الخليج.