10 سبتمبر 2025

تسجيل

(هناك ما أريد قوله)

09 أغسطس 2016

للعطاء الذي نُبادر به ويكون منَّا لأسباب تعتنقها قلوبنا الصافية لذة لا يدركها سواه من يُدرك معنى العطاء الحقيقي، ويُبادر به في كل مرة دون أن يُسلم أو يخضع لتوجيهات غيره؛ لتأتي ثمار كل ما قد كان منه خالصة له وخاصة به، وإن لم تكن تابعة لذاك الهدف الذي خرج من أجله (صاحبنا) منذ البداية المُطلقة، والحق أن تلك اللذة التي تلحق بنا جميعاً بعد أي عطاء نُبادر به لا تُنسى، بل تظل حاضرة ولوقت طويل يكاد لا ينتهي حتى يطل ما يحمل بين طياته لذة أكبر، وهو ما يكون عادة حين نجد ما يقابل كل ما قد كان منا من عطاء وهو يُقبل جبينه بشيء من (التقدير)، الذي يُنعش القلوب ويُحملها على متابعة ذات المسار ودون توقف قد يُرغمها على ذلك، غير أنه لن يتمكن من تحقيق غرضه؛ لأن التقدير الذي لحق بها تلك القلوب قد زادها قوة وصلابة، وجعلها أكثر قدرة على تقديم المزيد. حقيقة فإن هذه الكلمات التي تقدمت بها لم تكن؛ لتأتي من فراغ، فهي نتيجة حتمية لتقدير يلحق بكل ما أتقدم به من جهود سخرتها لجمهور هذا العمود وصفحة (الزاوية الثالثة)، الجمهور الذي يتلقى ويلقف كل ما أقدمه له، ولا يستحق مني لفعلته تلك سواه الوعد بمتابعة ما قد بدأت به وعلى خير وجه إن شاء الله. وماذا بعد؟ (النصائح مجانية) كلمات تتكرر كثيراً، ونسمعها بين الحين والآخر كمبرر لا يستند إليه إلا ذاك الذي يملك خبرة (ما) يرغب ببثها للآخرين غير أنه لا يجد من يلقفها منه؛ لذا يأتي بما يرغب به كنصيحة مجانية يُعلق على ظهرها لافتة كُتب عليها (سيكسب كل من سيأخذ بنصيحتي، وسيخسر كل من سيُلقي بها جانباً)، والحق أن فكرة تلخيص التجارب والخبرات وتحويلها لجملة من النصائح الخفيفة ذات الحجم الصغير؛ للتقدم بها ومن بعد لا يكون إلا من الشخصيات الكريمة التي تملك في أعماقها من الخير ما يكفي؛ لمعاونة من حولها على تحسين أوضاعهم، وهو العمل الذي يستحق (رفع القبعة) من جهة، والفوز بكلمات الشكر والثناء من جهة أخرى، غير أنه ما لن يحصد ذات النتائج متى تجاوزت تلك الشخصيات حدودها وتحولت من كريمة لأخرى لئيمة ولئيمة جداً. أدرك تماماً أن هذه اللحظة لن تمرق بسهولة وذلك؛ لوجود من سيتوقف؛ لمراقصة علامات التعجب التي ستدور من حوله، وستجبره على التفكير بالسبب الذي حَوَل تلك الشخصيات من وإلى؟ ولأني لا أرغب لتلك الرقصة بأن تطول، فلا شك بأني سأبادر بقول التالي ألا وهو: أن تتفضل بمساعدة الآخر بإرشاده إلى المكان الذي يريد الوصول إليه يعني أن تفعل ذلك بالتحديد ثم ترحل بعيداً عنه، (لا) أن تفرض عليه تولي مهمة قيادة السيارة بأخذ مكان السائق، ومن ثم تحريكها مثلما تريد حتى تصل للمكان الذي تريده أنت، أو أن تسعى إلى فرض ما تريده كما تريد؛ لأسباب تدركها أنت ولن تعود بنفعها على أي أحد سواك، ويكفي بأن تتذكر أن المعني هو ذاك الآخر، الذي قد تملك الحق في توجيه النصائح إليه، إلا أنك لا تملك من الحق ما يسمح لك بتقمص دوره، وأخذ مكانه؛ كي تُتابع ما عليه من مهام، أياً كانت نتائجها فهي من حقه وحده فقط. وأخيراً حين تمتلك الخبرة الكافية التي ستتحول مع مرور الوقت لعبرة ومن ثم لنصيحة تُحب التقدم بها، فكن على ثقة بأنك تملك حق بثها، ولن تجد من يقف لك بالمرصاد؛ ليمنعك من فعل ما تريد، خاصة إن وُجِدَ فيه من الخير ما يكفي لإدخال البهجة على القلوب، ولكن ومتى بادرت بما هو أكثر، وذلك بتجاوز حدودك واقتحامك لخصوصيات غيرك، فلا شك أنك ستُعرض خبراتك للرفض، إذ لا يُعقل بأن تعرض على الآخرين ما يجدر بهم فعله ثم تُجبرهم عليه رغم أنف ظروفهم التي يدركونها ويعلمون ما إذا كانت المُعطيات التي تكرمت بها وجاءت بصيغة (نصائح) مناسبة وقادرة على أن تصبح مدُخلات ستخرج بكل ما يليق بهم، أم أنها لا ولن تؤدي الغرض منها، ولكن يكفي بأن تُعطي ما عندك وتنتقل للمحطة التالية التي يجدر بك فعل ما عليك وأنت على أرضها ومن ثم تنتقل من جديد، وأنت تدرك وبشكلٍ كاف أن مهمتك تكون ببث ما لديك وليس دسه بالإكراه، فإن فعلت، وهو ما نأمله فعلاً، فلا شك بأنك ستفوز بالسعادة التي ستلحق بك أولاً: لحرصك على مساعدة نفسك بتلخيص تجاربك وتحويلها لجملة من النصائح المفيدة، ثم ستلحق بغيرك ممن ستمتد إليهم نصائحك التي ومن الممكن بأن تُغير حياتهم للأفضل، الذي نسأل الله بأن يكون للجميع اللهم آمين. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]