18 سبتمبر 2025
تسجيللا يمر يوم إلا وتبعث إسرائيل للعرب والمسلمين رسائل واضحة بأنها لا تعبأ بأرواح الفلسطينيين مهما كانوا صغاراً أو كباراً، رجالاً أو نساء؛ وسط صمت دولي بل ربما تواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي ليفعل ما يشاء طالما وجد ظهيراً دولياً قوياً لا ينفك عن مساندته ودعمه سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، في حين يقف الفلسطينيون يستنجدون بالمؤسسات والمنظمات الدولية لتدين أو تشجب في أحسن الأحوال. انضم أمس سعد دوابشة والد الشهيد الرضيع علي إلى قافلة الشهداء الفلسطينيين، متأثرا بإصابته بجراح بالغة، إثر هجوم نفذه مستوطنون يهود على منزله ببلدة دوما بالضفة المحتلة؛ ليثبت أن الصراع بيننا وبين اليهود ليس صراعا على أرض وإنما صراع وجود، مهما كان للرأي الآخر من أدلة ومنافحين. إسرائيل دولة حرب حتى في أشد أوقات السلم، فصراعها ومواجهتها مع العرب والمسلمين شاملان مدعومان بخطط طويلة الأمد، ولا تنفك تناور لتكسب الرأي الدولي أو المساعدات وفي نفس الوقت لتصور نفسها على أنها ضحية الإرهاب الذي ابتدعه منظروها ومؤسساتها، كما أنها داعمة لكل ما يفعله قطعان المستوطنين، بل إنهم يصرحون بأن المدنيين الفلسطينيين هدف مشروع لجيش الاحتلال، فهل تنطلي حيلة حكومة نتنياهو لإدانة هنا أو هناك!!. الواقع العربي والإسلامي المتفكك والمترنح أسهم بشكل واضح في افتراس إسرائيل للفلسطينيين، إلا من بعض الأصوات الحرة هنا في قطر أو في تركيا، كما أسهم الحصار على غزة، وتأخر المصالحة الداخلية في هذا بشكل واضح، وسيظل الأمر كذلك حتى تستفيق الأمة العربية والإسلامية وتعي جيداً أن الفلسطينيين خط الدفاع عنهم أولاً وأخيراً، وأن القضاء عليهم قضاء على الأمة جميعاً. الإرهاب الإسرائيلي غير خاف على أحد وإن حاول مؤيدوها تزيينه ببعض الإدانات أو التنديدات أو الصمت الذليل، بل إنه يستطير شرره بهؤلاء، في حقد دفين على كل ما هو عربي وإسلامي. جنازة الشهداء لا بد أن تكون نقطة انطلاق لثورة غضب عارمة ضد الاحتلال الذي لا يعرف سوى لغة القوة؛ فأعوام طويلة من المفاوضات لم تجد نفعا ولم تردع قطعان مستوطنيه، ولذلك فإن الداخل الفلسطيني مطالب بوقفة لتوحيد الصف والمواجهة ضد إسرائيل، لتكون قوة مساعدة للجهود الدبلوماسية الدولية.