16 سبتمبر 2025

تسجيل

هذا ما يقوله القلب

09 أغسطس 2014

مهما كانت المسارات التي نسلكها في هذه الحياة مختلفة يظل من يسلكها حاملاً لصفات مشتركة تجعلنا نلتقي، وفي نهاية المطاف عند نقطة واحدة، يكفي أن ندرك أنها تدور حول حقيقة أننا (بشر) نملك القلب ذاته، الذي لن نختلف على جوهره أبداً، فهو ما ينبض ويعيش ليترجم إنسانيته، التي نحتاج إليها مع كل ظرف يفرض علينا الظلم، الذي نراه وقد تضاعف حجمه حتى بدأ ينتشر وبقوة بين العباد؛ ليأخذ كل من قد قُدر له الظلم نصيبه منه، فكان النصيب المُفزع مؤخراً لشعب غزة، الذي وللأسف الشديد صار كلوحة جمعت ألوان الحزن والأسى، التي فرضتها الأحداث المُجحفة ضمن مسلسل دموي نأمل بأن ينتهي في هذه اللحظة، ودون أن تُسلب المزيد من الأرواح، التي وحين يصل الأمر إليها تُغرقنا دموع القهر على الجميع بشكل عام، وعلى الطفولة التي تُقتل وبشكل خاص يخنق الإنسانية التي سبق لنا وأن سلطنا الضوء عليها؛ لنعود ومن جديد إلى البداية، حيث (الهوية) التي ستُعرف وتُكشف من خلال القلب، الذي له حق التعبير عن إنسانيته كما يريد، ومع مشهد كهذا يُجرد الطفولة من (طفولتها) ويخلو من الرحمة، فلاشك أن للقلب وجهته التي ستبين مدى تأثره، والحديث عن التأثر الذي نرغب معرفته؛ تضامناً مع ما يحدث هناك، ونرغب بأن يكشفه من (هنا)؛ لنقول به ومن خلاله: أننا كجسد واحد يشعر كل عضو فيه بالآخر، فإن كان الألم نصيب أحد أعضاء الجسد، فلاشك أنه سيمتد إلى غيره؛ ليمتد التأثر، الذي ندركه الآن مع التأثر الصريح والواضح الذي يغلب علينا مع كل ضربة موجعة يتلقاها كل من ينتمي إلينا، ويُحسب علينا كبشر، والحق أن خوض غمار المشاعر التي تتملكنا مع كل لحظة موجعة يفزع منها القلب هو ما قد رغبنا فيه وفي بثه من خلال تقديم أصدق المشاعر، التي نعيشها معاً كمسلمين ونرغب في أن تمتد (أي تلك المشاعر الصادقة) وتصل إلى كل من يحتاج إليها، وعليه لكم هذه الكلمات التي وردت إلى الزاوية الثالثة منكم؛ لتصبح في هذا الصباح (الذي نأمل أن يكون الأفضل للجميع) لكم جميعاً. من همسات الزاوية مشاعر القلب ملك القلب، الذي تملكه خلف ضلوعك ويحتاج إلى تفعيل دوري؛ كي يظل على قيد الحياة، وهو ما يمكن أن يكون بتجديد إيمانه وبشكل دائم يحفظ له حقه بقدر ما يحفظ للآخرين حقوقهم؛ لأنه وإن لم يفعل فستغلب عليه القسوة؛ ليصبح مع مرور الوقت مجرد حجر لا يليق بك وأنت من بني البشر؛ لذا جدد إيمانك، وطهر قلبك، ولا تتجاهل الظلم وإن لم يقع على رأسك؛ بسبب جهلك، ولكن قاوم ذاك الجهل بردعك لتجاهلك؛ كي يأخذ كل صاحب حق حقه، حتى يصل إليك حقك متى احتجت إليه.