01 نوفمبر 2025
تسجيلتمضي الأيام بسرعة البرق، فمن عساه ليصدق بأننا قد كنا نبارك بعضنا بعضاً دخول هذا الشهر الفضيل ومنذ أيام فقط، الشهر الذي امتد بنا حتى بلغ أسبوعه الثاني من العمر، ويا سبحان الله كيف مضى بنا كل هذا الوقت وبهذه السرعة؟ بل كيف لم نشعر بذلك أبداً رغم أننا محاسبون على كل ما كان منا وتلك الأيام؟ والمحاسبة التي أتحدث عنها هي تلك التي سنخضع لها جميعاً دون استثناء، ولن يرحمنا منها سواه صالح العمل الذي لابد وأن يكون منا. حقيقة فإن الحياة لا تخلو ممن يستصغر فكرة المحاسبة تلك، فتجده يسير وينشر في الأرض الفساد قاصداً ذلك، ومستمتعاً به، لا يردعه أي رادع؛ لأنه وبكل بساطة يحسب بأنه على صواب، وإن لم يكن كذلك أصلاً، وما بدأت حديث اليوم بهذه الكلمات إلا لأنها تأخذ من حياتنا حيزاً لا يمكن الاستهانة به، خاصة وأننا نعيش شهر رمضان الفضيل الذي يتمتع بقدسية تفرض علينا احترامه قبل صيامه وقيامه، فرمضان ليس ساحة لتراشق السلوكيات الخاطئة التي تبدأ صغيرة وسرعان ما تتوحش وتلتهم الحقيقة معها، بل هو شهر صيام وجهاد، نصوم فيه عن الملذات، ونجاهد فيه شرنا الذي لا يخضع لحكم أحد سوانا، وهو ما يعني بأن أي شر (سيكون) يكون منا وحسب، ولا شأن لغيرنا به؛ لنبرر ما قمنا ونقوم بفعله. لقد صُدمت وبالخطأ منذ أيام بمقال عنيف يوبخ ويُعنف جهة (ما)، بقدر ما كان يستهزئ بها، من شخص تَعَبَث به حقده، فتوجه بنقده نحو الكتابة عن تلك الجهة بشرٍ لا يمت للحقيقة بصلة، وكل ذلك؛ لأن أحلامه وطموحاته التي رسمها وتلك الجهة لم تكن بمقاس العرض الذي عُرض عليه، وقُدم له، ومن باب تأديبها (تلك الجهة) فلقد أنطلق نحوها، وأطلق عليها من الأكاذيب ما يضر ولا يسر، وبحكم عملي فأنا وبفضل من الله قادرة كغيري (ممن يخوضون مجال العمل الصحفي) على كشف هذا البهتان، ولكن بالنسبة لغيرنا فالأمر حقيقة تدعمها الحقيقة، والسؤال الذي أود طرحه على هذا الإنسان الذي أستغل قلمه بالتجريح وبشكل قبيح جداً: إن كانت تلك الجهة قد ظلمتك بعرضها الذي تقدمت به، فهل يعني ذلك أن تظلمها بعرضك لأمور لا أساس لها من الصحة للملأ وعلى الملأ؟ ثم أين هي أخلاقك التي يتوجب عليك التكرم بها في شهر كريم كهذا؟ ولم قذفتها خلف ظهرك وأظهرت حقدك الذي يملأ قلبك لتعرضه على الآخرين؟ إن ذاك القلم ليس سوى عينة فقط لمن يملكه ويتملكه الحقد، فيتحكم بتصرفاته وسلوكياته؛ ليفعل كل ما يحلو له، وإن كان ذلك يشمل نشر الفساد بين الناس وفي أيام فضيلة كهذه، إذ تغيب عنه وأقرانه حقيقة أن الجزاء من جنس العمل، وعملك يا صاحب القلم المغشوش وكل من تنقصه الأخلاق والحكمة والأدب يخدش الصيام، ويجرح المقام الذي يستحق كل مسلم بلوغه بتلك الأخلاق العالية التي يتوجب عليه التحلي بها. نحن في شهر رمضان المبارك نسعى إلى تطبيق معالم الجمال التي يتحلى بها ديننا الإسلامي الحنيف، فلا نهدر وقتنا في أمور تافهة يخجل الصغار من التفوه بها، لذا نصيحتي لك ولكل من يغلب عليه حقده، كن مسلماً وتغلب على حقدك، كن مسلماً وعزز إسلامك بالتحلي بأخلاق حميدة، كن مسلماً وتأكد من كل ما يتفوه به قلمك فلا يخرج تافهاً، وأخيراً كن مسلماً ولا تنشر في الأرض الفساد فنحن في رمضان ولرمضان الذي نسأل الله لنا فيه ومنه عظيم الأجر والثواب، وليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]