10 سبتمبر 2025
تسجيلحين يتعلق الأمر باتخاذ القرارات أيا كان حجمها، فإننا نتأرجح بين الأفضل والأنسب، فإن وُجد ما تنطبق عليه تلك الشروط توقفت أرجوحة التفكير عن إلحاحها؛ لتسمح لنا بالتركيز على ما نود القيام به فعلا، ولعل ما بدأت به مقالي هذا اليوم هو نتيجة واضحة وصريحة لتلك اللحظات التي وقف فيها قلمي حائرا أمام ما يجدر به فعله وما يجدر أن يكون؛ ولأني لا أريد لك يا عزيزي القارئ سوى الأفضل فلك أن تعلم أن ما أحمله في جعبتي هذه المرة يشمل ما يجدر أن تدركه من حصيلة الأسبوع الماضي، وما يجدر أن تدركه لتُضيفه إلى حصيلتك في هذه الحياة، وعليه إليك التالي: «ثقافة المسؤولية المشتركة» وأنا أقلب نظراتي بين صفحات جريدتي الموقرة بعين متفحصة وباحثة عن الجديد، لفتني خبر توسد آخر سطور (الصفحة الأخيرة)، عن ندوة توعوية أقامها الجهاز الشبابي بنادي الوكرة الرياضي، يوم الخميس الماضي، بالتعاون مع وزارة الداخلية ممثلة في الشرطة المجتمعية حول نشر ثقافة المسؤولية المشتركة، وما جذبني من ذاك الخبر هو أن الجهود المبذولة، والتي تندرج تحت مظلة تطوير الفرد والمجتمع قد باتت متألقة جدا، وتستحق منا رفع القبعة حتى من قبل أن نخوض غمار تجربة التحدث عن هذه التجربة، حيث إن إقامة مثل هذه الندوات للفئات العمرية المُقبلة على الحياة بشكل عام، ولغيرها بشكل خاص تقدم للمجتمع شخصيات واعية جدا، وناضجة فعلا، تتميز بقابليتها على اتخاذ القرارات الصائبة متى تطلب الأمر ذلك؛ للخروج بأعلى المكاسب، وتجنب تلك المدعوة (خسائر). إن إقامة مثل هذه الندوات وما يُحسب عليها يسهم في مد جسور التواصل مع مؤسسات الدولة المختلفة وواجب نشر الوعي والقيم الإيجابية. والحق أن هذه الجهود المبذولة عظيمة جدا، ولها ثقلها الذي يُحسب لها وسَتُدرَك قيمته الفعلية بمرور الزمن، فما نزرعه اليوم لا شك سنحصده غدا. أضف إلى ذلك أن ما تناولته الندوة وسلطت الضوء عليه يعزز ثقافة التعاون والثقة بين الأفراد أو الكيانات التي تعمل معاً؛ لتحقيق هدف مشترك يسهل تحقيقه متى فهم الجميع معنى (المسؤولية المشتركة). وماذا بعد؟ إن فهم المسؤولية المشتركة أمر ضروري؛ للتعامل مع مختلف المسائل القانونية التي تواجهنا في هذه الحياة، وإن إدراك الآثار والخيارات المتعلقة بها يمكن أن يساعدنا كأفراد على اتخاذ قرارات مستنيرة ستحمي مصالحنا بإذن الله، ومما لا شك فيه أن الالتزام بنشر هذه الثقافة الأمنية قبل أن تتغلغل السلوكيات الخاطئة جسد المجتمع، وتنخر عظامه، وتكسر قيمه وعاداته وتقاليده الأصيلة من الخطوات السليمة، التي تسير وفق خطة متألقة هدفها الأول تنمية روح التعاون والمسؤولية المشتركة بين المجتمع وأفراده؛ لمعالجة ما تفرضه الظروف من مشكلات بين الحين والآخر إما من خلال قنوات أمنية، أو من خلال الطرق الودية التي تُجنب كل مَعنيّ بالأمر اللجوء للقانون، وتحفظ ما له من حقوق. هناك المزيد قد تميل بك الدنيا بين ما تريد وما لا تريد، فتندب حظك المائل، وتبكي ما قد وصلت إليه، خاصة متى شعرت بالضغط الذي يُقبل عليك من كل حدب وصوب، دون أن تجد من تميل بكل ما تحمله على كتفك نحوه؛ ليستوعب معاناتك، وهو ما قد تحسبه (وأنت ذاك الذي لا يُجيد الحساب أصلا) صحيحا، في حين أنه ليس كذلك؛ لأن الدنيا وإن ضاقت بك، وضيقت الخناق على كل فرصة يمكنها أن تمرق إليك من يمكنه استيعاب ألمك، فإنها لن تنجح بفعلتها تلك أمام رغبتك الحقيقية؛ للتوجه إلى (الله)، الذي لن تحتاج لترتيب مُسبق؛ كي تلقاه وتنحني أمامه فيربت على أوجاعك ويخففها عنك، وأقسم بالحي الذي لا يموت أن همومك أيا كانت ستموت متى تقربت بخطواتك نحو (الله) وبقيت معه؛ لأنك وبكل بساطة ومتى التزمت بتلك النصيحة فستجد كل الضغوطات التي تحوم من حولك صغيرة وتافهة جدا، فأنت في حفظ الرحمن، الذي لن يخذلك أبدا، ويكفيك مني أن أختم بهذه الكلمات يا عزيزي: لست وحدك فإن الله معك.