15 سبتمبر 2025
تسجيلوَرَدَ عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خَيراً أو ليصمت)، وفي ذلك دعوة صريحة لعدم الخوض في أحاديث لا يأتي من ورائها الخير أو تسبب الفتن وتنشر الشر بين الناس، وللأسف ما أكثر الفتن في زمننا الحالي بدعوى حرية الرأي والتعبير عن الأفكار، ولعّل ذلك واضح في المجتمعات الغربية التي لا تستند إلى قوانين واضحة تجاه حرية الرأي وإنما تتبع المزاجية وما يتفق مع توجهاتها فتسمح لأحدهم بحرق الكتاب المقدس للمسلمين القرآن الكريم وأمام أحد المساجد وتزامناً مع عيد الأضحى والأيام المباركة من ذي الحجة وكأنها تساهم باستفزاز المسلمين في موسم الحج، والواقعة الحقيرة التي تم تنفيذها من شخص أقل ما يقال عنه حقير وبلا أخلاق ولا يمتلك من الاحترام ذرة ولا ينتمي لعقيدة فمن بداخله إيمان لأي ملّة مهما كانت سيحترم الأديان والمقدسات والكتب المقدسة والأنبياء والرموز الدينية ودون ذلك فهو لا ينتمي للإنسانية ولا السلام وهو عبارة عن مجموعة عُقّد وشياطين على هيئة إنسان. لم تَكن تلك الحادثة الأولى بل سبقتها عدة حوادث تم فيها إهانة القرآن الكريم على الملأ بل وربما بتصريح رسمي من الدول التي حدثت بها تلك القصص، وطالعتنا الأخبار بعدة قصص تم فيها التطاول على الإسلام كدين وعلى نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إما بالرسومات المشينة أو بغيرها من المقالات والتي نرفضها رفضاً قاطعاً وفي الوقت نفسه نتبع قوانين ديننا الحنيف والأخير باحترام الأديان السماوية والمعتقدات الدينية والتي أوصى بها الاسلام والنبي الكريم وورد في آيات الله المقدسة، ومعظم إن لم يكن كل المسلمين يحترمون المقدسات الدينية والمعتقدات والعبادات لكل الأديان لذلك تجد تسامحاً عند الجميع حول تعدد الديانات وتعيش طوائف عدة في معظم البلدان العربية ويمارسون معتقداتهم الدينية دون تَدخل ولا ازدراء من المجتمعات وإن كانت الدولة إسلامية وأكثر سكّانها مسلمين ولكن تسامح الإسلام يجعلنا نحترم الأديان وإن كانت غير مُقنعة لنا. ووجود الأديان في بلد واحد يستلزم وجود دور العبادة وتوفر كتبهم المقدسة ولابد من احترامها وعدم المساس بها، وكم حادثة وقعت في الغرب من قتل المسلمين أثناء صلاتهم في المساجد أو اقتحام اليهود للمصلين في القدس أو تمزيق وحرق القرآن الكريم فالقصص كثيرة وللأسف لا يوجد قانون دولي يحّرم التطاول على الأديان والمعتقدات، وحاولت منظمة التعاون الإسلامي الحصول على دعم من الأمم المتحدة لفرض حظر ازدراء الأديان وقدمت مشاريع بهذا الشأن إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لكن بعض الدول الغربية رفضت إقرار هذه المشاريع بدعوى إنها تُشكل تهديدات محتملة لحرية التعبير. في المقابل ترفض الدول الغربية الرأي المخالف لها حول المثليين ونشر ثقافتهم المُقززة بل وتفرضها في المدارس على كل الأطفال رغم تعدد أديانهم وتعلمهم التشكيك في انتمائهم للجندر رغم وضوح خلقتهم ذكر أم أنثى وأي رأي مخالف لمجتمع الشاذين تعتبره عنصرية وعدم تَقّبل الآخر بالرغم من تحريم جميع الأديان للشذوذ، وتسمح لهم بممارسة أعمالهم الشاذة في كل مكان والخروج في مظاهرات لنشر قذارتهم بل وتحتفي بهم، ولا تتردد بعض حكومات الدول الغربية في سلب أبناء العوائل المسلمة إذا ما عرفوا أنهم يعلمونهم التعاليم الإسلامية من صلاة وصيام وارتداء الحجاب فأي تناقض يعيشون به وأي حرية منحطة وعنصرية ينادون بها!. • لابد من سن قانون دولي يُجّرم التطاول على الأديان وإهانة الكتب المقدسة والرموز الدينية حتى لا تُشاع الكراهية بين الأمم وتكون نتيجة ردود الأفعال دموية وتسبب قضايا سياسية بين الدول. • حرق القرآن الكريم أو تمزيقه يدل على خلو صاحب الحادثة من الاخلاق والاحترام ولا يَضر القرآن الكريم وقد ذكرَ الله تعالى في ذلك (إنّا نحنُ نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون) سورة الحجر الآية 9، فمهما فعل المعتوهون لن يضر القرآن الكريم شيئاً بل يزيد المسلمين تمسكاً بكتابهم ودينهم ويضاعف من إيمانهم بأنهم الدين الحنيف الصحيح. • علينا ألا نُضخم من أولئك الأوغاد المتطاولين على الإسلام والكُتب المقدسة حتى لا نحقق لهم غايتهم في الشهرة، فحتماً هم مُعدمون ويبحثون عن الشهرة في عالم شبكات التواصل الاجتماعي.