17 سبتمبر 2025

تسجيل

حملة لتجريم الإسلاموفوبيا وعنصرية الغرب ضد الإسلام

09 يوليو 2023

حذّر المفكر الأمريكي الراحل صامويل هنتنغتون قبل ثلاثة عقود من تصاعد صِدام الحضارات بينها الحضارة الإسلامية مع الغرب الأبعاد الدينية وصدام بين الحضارة الغربية المسيحية والإسلام بسبب الخلافات الجذرية والمظالم التاريخية والقيم المتصادمة وخاصة مع الغرب المسيحي. وهو ما نشهده اليوم من حملة العداء الغربية وحتى الهندوسية والبوذية والهان الصينية والصهيونية الدينية ضد الإسلام والمسلمين. وعدم تفريق الغرب بين احترام شرائع الأديان وخاصة معتقدات الإسلام بما فيه الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وصولاً كنا نشهد تصاعد أعمال الاستفزاز بحرق نسخ من المصحف الشريف كما شهدنا منذ مطلع العام في السويد أمام السفارة التركية واخره، حرق مهاجر عراقي ملحد نسخة من المصحف الشريف أمام مسجد استكهولم الكبير في السويد. مما أثار غضبا عارما وتنديدا واجتماع منظمة التعاون الإسلامي واستدعاء سفراء السويد في عدة دول عربية وإسلامية وإصدار بيانات شجب واستنكار وتنديد وحملة مقاطعة المنتجات السويدية وسحب منتجاتها من أسواق التعاونيات في الكويت. وسبق وأشرت في مقال سابق في الشرق على تعامل بعض المسؤولين ووسائل الإعلام الغربية بعنصرية ضد استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم العام الماضي بشن حملة تغطية معادية وغير مسبوقة وصلت للثقافة الإسلامية والعربية لقطر. «وطبيعة المجتمع القطري المحافظ، والموقف من المثليين، وسجل قطر في حقوق العمال الوافدين الذين شيدوا الملاعب الرياضية، وحقوق المرأة وحقوق الإنسان. بينما لم نسمع انتقادات تذكر للدول التي استضافت كأس العالم سابقاً. وأكد سمو الأمير، بذل قطر جهودا حثيثة لدحض الاتهامات الموجهة إلينا، وكرر سموه أن استضافة قطر كأس العالم هو انجاز عربي، والبطولة المرتقبة «مناسبة لإظهار «هويتنا الحضارية». وانتقد صاحب السمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد في خطاب افتتاح دور انعقاد مجلس الشورى تعرض قطر «لـحملة غير مسبوقة» من «الافتراءات وازدواجيه المعايير»...»تعاملنا مع الأمر بداية بحسن نية، بل واعتبرنا أن بعض النقد إيجابي ومفيد يساعدنا على تطوير جوانب لدينا تحتاج إلى تطوير»... لكن تواصلت واتسعت الحملة بافتراءات وازدواجية معايير، حتى بلغت من الضراوة مبلغا جعل العديد يتساءل للأسف عن الأسباب والدوافع الحقيقية من وراء هذه الحملة»! وكنت حذرت في محاضرات ومقابلات ومقالات في السنوات الماضية من خطورة تصاعد موجة العداء ضد الإسلام والمسلمين، ما يُعرف بالإسلاموفوبيا- التي صارت تكتسب المزيد من التصعيد في الشرق والغرب. وكأن الإسلام والمسلمين الذين يشكلون حوالي 2 مليار مسلم ما يعادل ربع البشرية-هم الشريحة الدينية الوحيدة التي يتم التعرض لها بشكل ممنهج ومسيّس في تعدٍ وعنصرية واضحة تتعارض مع قيم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. أعاد حدثان خطيران مؤخراً تسليط الضوء على العداء على الإسلام وتصاعد موجة الإسلاموفوبيا في الغرب-كان الحدث الأول حرق نسخة من المصحف الشريف في السويد-والحدث الثاني كان قتل شرطي فرنسي بدم بارد الشاب نائل مرزوقي من أصول جزائرية في نانتير إحدى ضواحي باريس المهمشة. ما اشعل غضب الجماهير وعمليات شغب حولت باريس ومدن فرنسا الكبرى وبلدياتها إلى ساحة للشغب والنهب والتكسير والفوضى والسطو والسرقات وكأن فرنسا تحولت لدولة من الدول الفاشلة. لكن أعاد حادث قتل الشرطي للشاب نائل المسلم تسليط الضوء على عنصرية الشرطة الفرنسية. لدرجة طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة من فرنسا التعامل بجدية وإنهاء العنصرية المتأصلة في ممارسات شرطتها ضد الأقليات من مواطنين وأقليات ومهاجرين عرب وأفارقة! الواضح من تهميش المواطنين في مدن أوروبا الكبرى من خلفيات دينية وعرقية وخاصة العربية والإسلامية وحتى لو كانوا من الجيل الخامس وولدوا وعاشوا في الغرب. كما يثبت الحادث بؤس الأوضاع في ضواحي باريس وعواصم ومدن أوروبا الكبرى، وفشلها بإدماج الأقليات المهمشة! كما تتجلى عنصرية الغرب بازدواجية قرارات صادمة وغير إنسانية. فيما رحبت دول أوروبا وأمريكا بملايين اللاجئين الأوكرانيين وفتحوا لهم الحدود والسكن وتوفير متطلبات الحياة وخاصة في بولندا وألمانيا...شهدنا قبل ذلك بعام التعامل غير الإنساني تجاه المهاجرين واللاجئين العرب والمسلمين-سوريين وعراقيين وأفغان وغيرهم، الذين حاولوا الوصول إلى بولندا ودول الاتحاد الأوروبي من روسيا البيضاء. لجأت بولندا لمنع وضرب وملاحقة طالبي اللجوء السياسي والهجرة ثم قامت بتشييد جدار من الأسلاك الشائكة على الحدود مع روسيا البيضاء. وتمارس اليونان ممارسات غير إنسانية بإذلال وحتى إغراق السفن المتهالكة التي تحمل اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين من عرب وأفارقة. وبدأت بريطانيا بعنصرية فاضحة ترحيل طالبي اللجوء السياسي القادمين عبر القنال الإنجليزي من فرنسا-بعقد اتفاق لترحيلهم إلى رواندا! وبرغم طعن محكمة الاستئناف البريطانية بقرار الحكومة برئاسة ريشي سوناك ووزيرة الداخلية برفرمان (من أصول هندية) تطعن بحكم المحكمة!! إلا لأن الحكومة البريطانية مصرة على الاستمرار بقرار ترحيل طالبي اللجوء السياسي. كما كان مستفزاً وصف جوزف برويل مفوض السياسة الخارجية الأوروبية العام الماضي أوروبا «بالحديقة وبقية العالم بالغابة و الأدغال الزاحفة على الحديقة الأوروبية»! وذلك برغم ما نشهده بغرق أوروبا بالعنصرية والصراعات والخلافات والتمييز وازدواجية معاملة مواطنيها والمهاجرين! بات ضروريا على الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي العمل على عقد مؤتمر دولي بمشاركة الدول الكبرى والأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان للتعريف بسماحة الإسلام وحوار الأديان وللدفع بتحريم وتجريم التعدي واستهداف المعتقدات والرموز الدينية للأديان. أسوة بتجريم وعقاب من يروجون لمعاداة السامية. ليكون ذلك رادعاً، يمنع تكرار التطاول والإساءة للإسلام ومعتقداتنا الدينية.