18 سبتمبر 2025

تسجيل

المصلحة.. على حساب ثوابتنا الدينية

09 يوليو 2023

ترددت في الكتابة في موضوع طاله التكرار وإن اختلفت السبل والأهداف والطرق والأزمان، يقيننا بسلبية نتائجه، وبلا استشعار بأهميته وثقله ومسؤوليته في الأجندة السياسية في الدول العربية والإسلامية المعنية، لأننا إزاء أمة وضعت ضميرها في ثلاجة المصالح، ترى، تسمع، تتكلم لكنها لا تفعل أليس كما قيل العرب ظاهرة صوتية هكذا نحن! نحمل الأبواق ونرفع الأصوات ونتخطى المنكرات والأخطاء، ونستعرض العضلات في الوسائل الإعلامية، ونُضرب في قيمنا وديننا ومعتقداتنا ومقدساتنا، لتذهب الآراء والاستنكارات والتنديدات في مهب الريح هباء منثوراً، وتتواكب علينا الضربات وتزداد خاصة في ديننا، وتبرز المصالح السياسية والاقتصادية على رأس الهرم في الأجندة السياسية، أين المليار مسلم وأين دور القادة وأهل السياسة ومن بيدهم العقد والحل من العواصف السامة التي تضرب ديننا وتتواكب علينا من الأمم الغربية ومن الصهيونية العدائية وحلفائها، لنؤكد ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك الأمم أن تتداعى عليكم، كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت، وها نحن اليوم نرى ذلك، منذ عام 48 والمسجد الأقصى يدنس بأيادي الصهاينة، وبحراسة أمنية مشددة من قبل شرطة الاحتلال ألا نتذكر عام 1969 حين أشعل شاب يهودي النار في المسجد الأقصى وأدى إلى حرق وتدمير منبر صلاح الدين، ماذا كان موقف قادة المليار مسلم؟! أنسينا الصور الكاريكاتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم التي نشرت في صحيفة بوستن الدنماركية عام 2005 م لتعيده مرة أخرى الصحف النرويجية والألمانية والفرنسية، بكل استهزاء دون مراعاة لمشاعر المسلمين، وهل نتذكر كيف يتم حرق القرآن دستورنا العظيم ويداس تحت الأقدام أمام الأنظار، وقلوبنا تتقطع ألماً وحرقة مع إيماننا أنه بحفظ الله «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»، آخرها في 28 يونيو 2023 ما قام به المواطن السويدي ذو الأصول العراقية في السويد بتمزيق نسخة من القرآن الكريم وحرقها عند مسجد ستوكهولم المركزي في أول يوم عيد الأضحى المبارك بتصريح وتنظيم من الشرطة السويدية، لتؤكد الدعوة الصريحة للعداء والعنف وإشعال الفتنة والذي قوبل بموجة استنكار وتنديد واسعة في مختلف دول العالم الإسلامي والعالمي!، أم نسينا كيف تعاملت فرنسا وألمانيا مع حجاب المسلمات، ناهيك عن هدم المساجد وإحراقها بالمصلين كما في أثيوبيا، كل ذلك يحدث في الدول المعادية للدين الإسلامي تحت إطار حرية الرأي، وتحت الهدف العدائي للاسلام واستمرارية الحرب عليه باختلاف وسائله العدائية حتى تقوم الساعة، نتيجة وهننا وتخاذلنا وتواكبها على حب الدنيا كما جاء في الحديث،، ولكن ماذا بعد؟ …. لاشيء مجرد تنديدات واستنكارات ومقاطعات وقتية واستجواب السفراء وطردهم وغلق السفارات واجتماعات عاجلة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي، وتوصيات وبيانات وإجراءات صارمة لمنع التكرار وجميعها كفقاعات هوائية لوضع الضماد على الجرح، وتخفيف وطأة الانفعالات والمظاهرات والاحتجاجات الشعبية، التي ألفنا مظاهرها مع كل سلوك عدائي للإسلام لا تغني ولا تسمن من جوع، إنه الإرهاب القادم من دول تدّعي التقدم وترفع شعار حقوق الإنسان وتكشف عن زيفها، وستستمر إذا لم تجد من يوقف سيلها العدائي وإرهابها تجاه المسلمين، ويبقي السؤال أين الموقف الموّحد الذي اتخذته الدول الإسلامية ضد تدنيس المصحف الشريف كما جاء في بيان الاجتماع الطارئ للأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، بل أين الجهود الدولية التي تبذل من أجل نشر قيم التسامح والاحترام ونبذ العداء والتطرف؟، أين مبدأ احترام الشرائع والعقائد الدينية؟ أين وأين وتبقى الأسئلة متكررة، وتبقي أساليب الاحتجاج والرفض من خلال الأبواق الإعلامية قائمة بحس ديني أخلاقي، لذلك كنت متردّدة في الكتابة ولكن لحرقة قلوبنا على دستورنا وكتابنا المصحف الشريف نعاود التكرار وبالرفض والاستنكار،،، وتبقى العلاقات السياسية قائمة والشراكات الاقتصادية فاعلة لا جرأة في اتخاذ القرارات من الحكومات الإسلامية ضد الدول المعادية بأفرادها،إنها المصلحة السياسية والاقتصادية اليوم!.