22 سبتمبر 2025

تسجيل

زيارة استثنائية في ظرف مهم

09 يوليو 2019

تعكس حفاوة الاستقبال التي قوبل بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في مستهل زيارة سموه إلى الولايات المتحدة المكانة التي تتمتع بها دولة قطر في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية. ولقاء اليوم بين سمو أمير البلاد المفدى، والرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، استثنائي في ظرف استثنائي صعب تعيشه منطقة الخليج، ففضلاً عن أن المحادثات ستتطرق إلى التعاون الإستراتيجي القائم بين البلدين في مختلف المجالات، فإنها ستولي أهمية كبيرة للمستجدات في المنطقة، خاصة التصعيد في منطقة الخليج، إذ باتت رؤية قطر هي الأقرب إلى الواقع بضرورة إنهاء الخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وتجنب المواجهة بين الجانبين التي لن يستفيد منها أي طرف في المنطقة، فضلا عن الملفات الأخرى في الشرق الأوسط وسبل إحلال السلام في أفغانستان بالنظر إلى نجاح المفاوضات التي استضافتها الدوحة بين مختلف أطياف الشعب الأفغاني. لقد نجحت دولة قطر ودبلوماسيتها المشهود لها في أن تحظى باهتمام كافة المؤسسات في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى البيت الأبيض الذي أعاد قراءة التطورات في المنطقة منذ حصار قطر وحتى اليوم ليكتشف المسؤولون وصانعو القرار والمشرعون الأمريكيون صوابية الموقف القطري وزيف الادعاءات التي روجتها دول الحصار حول اتهام قطر بدعم الإرهاب. إن ما تشهده المنطقة من توتر لا يمنح دول الحصار ميزة الشك لدى الولايات المتحدة بأن هذه الدول وراء الأزمات العديدة في المنطقة، فضلاً عن تسببها في إحراج للإدارة الأمريكية أمام الشارع الأمريكي ومجالسه التشريعية، فضلا عن الرأي العام العالمي والأمم المتحدة، إذ ضجر الجميع من صبيانية دول الحصار وعدم مسؤوليتها، وهي التي كانت تعتمد عليها الولايات المتحدة كعنصر استقرار في المنطقة. ولا شك أن المحادثات القطرية الأمريكية ستتطرق إلى القضية الفلسطينية في ضوء الدعم الإنساني القطري المتواصل للشعب الفلسطيني والذي تتفهمه الإدارة الأمريكية وستبني عليه المحادثات بما يؤدي إلى إنهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني والبحث في خيارات أخرى بعد فشل صفقة القرن المرفوضة فلسطينياً.