13 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ فترة، وفي أي وقت للفراغ أجده، أحاول قراءة واحدة من الروايات المترجمة للعربية حديثا، وكانت قد اشتهرت منذ فترة، بعد ترشيحها القوي لواحدة من الجوائز الغربية، ومن ثم انتشرت في جميع أنحاء العالم وبكل اللغات، ووصلت إلينا عربيا. الرواية كبيرة الحجم إلى حد ما، وتستوحى من التاريخ والأسطورة، وهي كتابة تناسب مزاجي الشخصي، وتجد قراء كثيرين، وأيضا قد يعتبرها البعض كتابة مملة، ويفضلون عليها تلك الكتابات الخفيفة ذات الاتجاه المعاصر، والمسألة اختلاف في الأذواق والأمزجة كما نعلم. على أن القارئ المتعصب لنوع معين من الكتابة، يرى دائما أنه النوع الأمثل وعلى الآخرين الموافقة على ذلك حتى لو كانت وجهة النظر مختلفة، وقد جربت غيظي الشديد، حين أجد قارئا يتحدث عن رواية: الأشياء تتداعى للعظيم تشينوا تشيبي، أو رواية: المخطوط القرمزي للإسباني أنطونيو غالا، مثلا، باستخفاف، وآراء أعتبرها غير منصفة، برغم المجهود الكبير الذي بذله الكاتبان، وذلك الكم الهائل من المعرفة الذي سكب في عدد من الصفحات، تعادل خزانة للكتب، وقس على ذلك، كثيرا من الأعمال الأخرى لكتاب آخرين. المسألة حقيقة ليست وقاحة بقدر ما هي اختلاف في الرأي، وميل معين لنوع من الكتابة من دون سواه. لا أريد أن أتحدث عن جو الرواية المترجمة التي قلت أنني غارق فيها، وربما أعود إليه لاحقا، لكن أود الحديث هنا عما أزعجني في تلك الرواية، وكان من الواضح أنها مختلفة ودسمة، وتحمل معرفة أخرى جديدة علي. لقد فوجئت حقيقة بآلاف الأخطاء المتنوعة، من إملائية وطباعية ونحوية، وتحريرية، في صياغة الجمل، ولدرجة أنه يصبح من المستحيل إكمال كتاب كهذا برغم المتعة التي بداخله، وبرغم أن الترجمة تبدو جيدة، وتحمل كثيرا من شاعرية الكاتب في لغته الأصلية. فليس من المعقول أن تحمل الصفحة الواحدة كل هذا العبء، وبالتالي، أنت تقرأ أعباء، تحاول التخلص منها أثناء القراءة، وفي وقت ضيق جدا وبالتالي، يصبح مجهود الاستيعاب، ومجهود تجميل الصفحات حتى تستوعب جيدا، إضافة غير محتملة للقارئ، وقطعا سيترك الكتاب من دون أن يكمله.