10 سبتمبر 2025
تسجيلتفرض علينا سنة الحياة أن نعيش مع الآخرين ونندمج معهم حتى وإن لم نكن لنُحسن فعل ذلك، فما يكفينا حقيقة هو أن نحاول بكل الإمكانيات المُتاحة، خاصة متى غابت الأسباب التي تُبرر غير ذلك، وتُبيح لنا حق العيش فيها دون شركاء نتقاسم معهم حلوها ومرها؛ لتدور بنا عربة تلك العلاقة الإنسانية العظيمة التي تستند إلى الأخذ والعطاء، فلا حق فيها لمن يعيش؛ كي يأخذ فقط، أو من يعيش؛ كي يُعطي غيره دون أن يحظى بمقابل عظمته في بساطته والحديث عن (التقدير)، الذي يجعل عجلة العطاء تدور؛ لتدور معه الحياة دون توقف حتى يشاء الله غير ذلك. والآن لنعد لمحور حديثنا ألا وهو الاندماج، الذي يتطلبه التواجد في الحياة، التي لا تقبل بأن تكون كذلك ما لم يخضع من فيها للاندماج رغم أنف الظروف التي تمنعه، كاختلاف ثقافات الأفراد، الذي بدأنا نلاحظه وبشكل كبير جداً في الآونة الأخيرة وبفضل الانفتاح الذي تنادي به المجتمعات، ويُفرض على من فيها؛ لتبدأ ومن بعد (حالة من الاحتكاك) يعقبها تبادل الثقافات وما تتضمنه من عادات منها ما يمكننا تقبله، ومنها ما يرفضه العقل، الذي يعيش حالة من الصدام مع واقعه وتحديداً متى غابت لغة التفاهم، وابتعد الحوار عن المشهد، الذي يعود فيه الفرد لبدايته التي تعتمد على أي شيء آخر سواه التفاهم. والحق أن بلوغ تلك المرحلة ليس بالأمر الهين بتاتاً، بل وعلى العكس تماماً فإنه ما يعني وجود مشكلة خطيرة جداً لا رغبة لنا فيها بتاتاً، ويجدر بنا البحث عن الحلول القادرة على تحسين الموقف كما يجب وفي الوقت المناسب أي قبل فوات الأوان. الاختلاف يُولد الخلاف أحياناً، فنحن وفي البيت الواحد يمكننا أن نعاني من خلافات لا حق لها بأن تكون، ولكن ونتيجة لاختلاف (ما) نجد الخلاف وقد نشب مع أول فرصة سمحت له بذلك، فكيف هو الوضع حين يكون الحديث عن المحيط الخارجي لا الداخلي، المحيط الذي ومن الممكن بأن يجمعنا بآخرين في مناسبات وأماكن مختلفة ما لم نُحسن التصرف فيها فلن يمضي الأمر على خير، وبما أن الخير هو ما يُحرك هذه الصفحة وعلى الدوام، فإن تسليط الضوء على موضوع الخلافات الناجمة عن اختلاف الثقافات وما نقبله دون أن يفعل سوانا، أو نرفضه ولكنه يحظى بتأييد غيرنا هو الواجب الذي لن نُقصر فيه بإذن الله تعالى. أحبتي: أغلب الخلافات تبدأ من تلك اللحظة التي يطل فيها (سوء التفاهم)، والذي يكون عادة لاختلاف نعاني منه، وهو ما لا ولن يُعيب صاحبه بتاتاً، ولكنه ما سيكون كذلك متى تمسك هذا الأخير بوجهة نظره دون أن ينصت للآخر، ويفتح له المجال؛ كي يُفصح ويُعبر أكثر؛ كي تتضح الصورة ويصبح كل ما فيها جلياً، وهو ما يمكن حدوثه من خلال بث ثقافة الصبر والتسامح، وهي تلك التي نعتمدها في حياتنا؛ كي نتجنب التسرع في اتخاذ قراراتنا، ونتفادى ومن بعد الارتطام بالنتائج التي سنخرج بها ولكن دون أن تضيف لنا أي جديد يُذكر، لا حق له بأن يكون طالما أننا نبحث عن الأفضل الذي نستطيع التحدث عنه والتفاخر به كخيرٍ يمكن بأن ننسبه إلينا. من همسات الزاوية وجودك على الأرض يعني أن تندمج مع من فيه دون أن تبني من الحواجز ما يمكن بأن يعزلك بعيداً عنهم، فالحياة ليست لك وحدك، وليست لسواك دونك، بل لكل من يحبها ويعيش فيها؛ كي يدرك كل فصولها على خير وجه؛ لذا ومتى رغبت بذلك فكل ما عليك فعله هو تعلم كيفية الاندماج مع الآخر بتقبله والبحث عن الطرق التي تسمح بحدوث ذلك، إذ لا خير في حياة لا تدرك منها وفيها سواه الصدام، الذي لن يصل بك إلى أي مكان تريده.