15 سبتمبر 2025

تسجيل

رمضان بين الصوم والصيام

09 يوليو 2013

لا يحزم الزمن أمتعته؛ ليهرب بعيداً عنا بكل تلك الأحداث التي مرت علينا، وتعاملنا معها كما تطلب منا الموقف بأن نفعل دون أن يترك لنا رسالته، التي يتوجب علينا تلقيها، والإطلاع على كل ما فيها وذلك؛ كي نخرج بالأفضل الذي سيجعلنا الأفضل، ونعالج ما يمكن بأن يؤثر علينا بشكل سيؤثر على كل ما نرغب بتقديمه للآخرين، حيث ان مفعول تلك الرسالة يسري بعد وقوع الحدث ومرور الزمن عليه، وهو ما يتيح لنا فرصة شاسعة؛ كي ندرك الأمر وبشكل جيد، خاصة أننا وحين نعيش الحدث لا نرى كل التفاصيل، ولا نركز تركيزاً كاملاً، وهو كل ما يحجب عنا فرصة التعرف الحقيقي بتلك الرسالة، التي وكما ذكرت سلفاً (بأنها ستسمح لنا بأن نخرج بالأفضل الذي سيجعلنا الأفضل؛ لنعالج من بعد ذلك ما يمكن بأن يؤثر علينا بشكل سيؤثر على كل ما نرغب بتقديمه للآخرين)، وبما أن حياتنا قائمة على الأخذ والعطاء، فإن الحاجة إلى التركيز الدائم على كل رسالة تصلنا من الزمن ضرورة تفرضها الضرورة، وبكلمات أخرى، فإن كل لحظة تمر علينا في هذه الحياة لم تكن لتخرج عبثاً، ولكنها قد كانت لسبب (ما) لابد وأن ندركه، وندرك تلك الكيفية التي ستمكننا من بلوغ الحقيقة كما يجدر بنا بأن نفعل. إن كل يوم يمر علينا يحمل من الساعات ما يحمل ومنا من يحسب بأن الزمن يدور؛ ليعود من جديد إلى ذات النقطة التي بدأ منها، في حين أن الحقيقة أنه وإن حمل من الساعات ما سيحمل إلا أن أحداث كل ساعة ستختلف تماماً عن كل ما كان من تلك التي سبقتها؛ لذا حتى وإن اتفقت على نقطة واحدة في كل مرة ألا وهي هوية من تمر عليه، إلا أن ذلك لا يعني بأننا سنعيش ذات التفاصيل كل مرة، وهو الوضع ذاته مع شهر رمضان، الذي يمر علينا (ونسأل الله تقبل كل أعمالنا الصالحة فيه)، ونحن نتحضر له وفي كل مرة بذات الطريقة؛ لنتجنب ذات الأخطاء، التي وللأسف يقع فيها ومن جديد من سيقع، وكأنه لم يدركها من قبل؛ ليضيع الوقت ويرحل الزمن وكأنه لم يكن من الأصل وذلك؛ لأنه لم يتمكن من بث رسالته فينا بالشكل السليم مع أنه فعل في حقيقة الأمر، ولكن من لا يدرك السير على جادة الصواب هو من لا يدرك كيفية الاستفادة من تلك الرسالة السابقة، التي يعني الاستناد إلى أفضل ما فيها نجاح القادم إن شاء الله. ما تفعله يعبر عنك، وما ترغب به يترجم ما تفكر به، وما تتوجه إليه يجمع بين هذا وذاك، وهو ما لا يخرج عن دائرة حقوقك، التي يحق لك حرية التفكير بها والتعبير عنها كما يحلو لك، ولكنه ما لا يجدر بأن يكون بجهل منك لتلك النتائج التي ستقطف ثمارها فيما بعد؛ لذا فكر ملياً بوقتك في رمضان (وليكن الحديث حصرياً هذه المرة ومن خلال هذا العمود عن الشهر الفضيل) ولا تُقدم على كل تلك الأخطاء التي وقعت فيها من قبل، ولكن فلتبحث عن جديد يجعلك هذه المرة أفضل بكثير، ولنسأل الله لنا جميعاً بأن يشغلنا بطاعته لا عن طاعته بكل خير يحبه ويرضاه اللهم آمين. وأخيراً فليوفقنا الله لعمل الخير دوماً، وليرحمك الله يا أبي (أنت)، وكل من رحل عنا من المسلمين اللهم آمين.