11 سبتمبر 2025
تسجيلهي بداية جديدة وجدت نفسي أبدأها معكم، إذ قررت الكتابة ونشر ما أكتبه ومشاركته مع القراء أخيرا. هذا قرار قديم سبق وأن أجلته أكثر من مرة وهأنذا أنجح في النهاية بتنفيذه. تدافعت الأفكار في رأسي والتي طالما فكرت بها لسنوات وكلها تريد أن تخرج من رأسي دفعة واحدة، فبماذا ابدأ؟ هناك الكثير من القضايا القديمة والمستجدة التي قد تكون موضوعاً لهذه الزاوية والتي قررت أن يكون اسمها "بيني وبينكم"، فهناك الكثير من الأفكار لأشارككم بها، وليس من الضروري أن تكون كلها صحيحة. فأنا هنا لأشارككم تجاربي بعد خبرة طويلة في مجالات الحياة الكثيرة. وكان السؤال الأول الذي دار في ذهني هو ماذا أكتب يا ترى؟ هل أكتب عن الحروب التي صارت عنوان العصر؟ أم أكتب عن اللاجئين الذين أصبحت صورهم البائسة وعيونهم الحزينة تلاحقني بكل الصحف والفضائيات حيث أشعر بالعجز عن تقديم أي نوع من المساعدة لهم؟ أم أكتب عن عيون الأطفال الأبرياء الذين فقدوا الاحساس بالأمان نتيجة الكثير من المآسي والتي أراها تحدق في عدسات الكاميرات تطلب المساعدة منا جميعا فنشعر مجددا بالعجز؟ هل أكتب عن التكنولوجيا ومزاياها الكثيرة ومساوئها الأكثر؟ أم عن الهواتف الذكية التي حولتنا إلى كائنات تعيش في عزلة اختيارية عمن حولنا، وفرضت علينا عوالم افتراضية أخرى فأصبحنا أسرى لها ولا نستطيع الفكاك من هذا الأسر؟ هل اكتب عن مشاكلنا المحلية والتحديات التي يواجهها المواطن في مجتمعنا الصغير؟ هل أكتب مثلا عن الغلاء الذي أصبح كالوحش الكاسر يلتهم رواتبنا التي تعتبر من الأعلى في سلم الرواتب بالعالم؟ أم أكتب عن الخدم ومعاناتنا معهم؟ أم عن مكاتب الخدم التي أصبحت عبئا على جيوبنا دون حسيب أو رقيب للأسف؟ أم أكتب عن مشاكلنا التربوية ما بين المدرسة والبيت وهموم المعلمين والمعلمات وأولياء الأمور والطلبة والطالبات؟ القضايا كثيرة جدا وكلها تستحق أن نثيرها ونناقشها، وبالتأكيد لا تنتظروا مني تقديم حلول ناجعة وإجابات شافية لكل المشاكل والأسئلة التي تواجهنا كل يوم في هذه الزاوية محدودة السطور، ولكني أعدكم أني سأحاول التفكير معكم بصوت عال في سبيل إيجاد الحلول لأني مؤمنة بأن الاعتراف بالمشكلة هو نصف الطريق إلى حلها. فلنعترف بمشاكلنا أولاً قبل أن نبحث عن حلول مناسبة لها. .. وكل هذا بيني وبينكم.