23 سبتمبر 2025
تسجيلأعاد حادث الدهس الذي وقع في مقاطعة أونتاريو الكندية، وأدى إلى مقتل أربعة أفراد من عائلة مسلمة، تسليط الضوء من جديد على ظاهرة الإسلاموفوبيا وما يتعرض له المسلمون في العديد من الدول الغربية وغيرها من مضايقات بسبب الدين أو حتى بسبب العرق، وهو أمر يثير القلق خصوصا في ظل الإحصاءات التي تشير إلى تزايد حالات الاعتداء والتهديد القائم على العرق والدين في بلدان ظلت تصنف بأنها مأوى الديمقراطية وحقوق الإنسان دونما اتخاذ أي تدابير فاعلة وحاسمة لمنع هذه الانتهاكات. ولا يمكن وصف هذه الحادثة التي تم فيها استهداف عائلة مسلمة عمدا، والتي قالت الشرطة الكندية إنها جريمة كراهية معادية للإسلام، سوى أنها هجوم إرهابي، وهي إنذار جديد يؤكد أن تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا والعنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وكل ما يتصل بذلك من تعصب، التي تقوض العديد من الحقوق التي أقرتها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان فحسب، لن تؤدي إلاّ لتأجيج مشاعر الكراهية والعنف وتهدد الوجود السلمي والتعايش المشترك بين الأفراد والمجتمعات. إن الإرهاب والتطرف العنيف لا يمت بصلة لأي دين، لكن التصدي لأسباب هذا التطرف والإرهاب يقتضي النظر إلى عمق هذه الظاهرة ومعالجة جذورها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فضلا عن تصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة التي ظل البعض يتبناها ويروج لها ضد الإسلام. لابد من وقوف العالم موحدا وبحزم من أجل محاربة الإسلاموفوبيا وجميع أشكال الكراهية والتعصب، وفي المقابل، السعي الجاد إلى نشر ثقافة السلام والتسامح والاحترام المتبادل بين مختلف الثقافات والمجتمعات والشعوب وتشجيع الحوار بين الأديان وبناء مجتمع إنساني قائم على مبادئ العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان.