قطر والأمم المتحدة

تولي دولة قطر اهتماماً بالغاً للقيام بمسؤولياتها في إطار الأمم المتحدة والجهود الجماعية وذلك على الصعيدين الإقليمي والدولي على حدٍ سواء، ويبدو هذا جليا من خلال الدور المكثف والنشط لها في الأمم المتحدة ونشاطها البارز في لجان المنظمة الدولية، ففي خلال اليومين الماضيين، مثلا، ترأست سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، جلسة المناقشة المواضيعية الرفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة حول "دور المنظمات الإقليمية في تعزيز وتنفيذ مبادرات منع الجريمة وتدابير العدالة الاجتماعية". كما نظم الوفد الدائم لدولة قطر ودول أخرى جلسة رفيعة المستوى لإطلاق خارطة طريق مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لمعالجة الأطفال الذين يتم تجنيدهم واستغلالهم من قبل الجماعات الإرهابية والتطرف العنيف. وانتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة دولة قطر نائبا لرئيس اللجنة المعنية بالشؤون الاقتصادية والمالية للدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ أعمالها في شهر سبتمبر المقبل. كما انتخبت قطر، مقررا للجنة القانونية التابعة للجمعية العامة. وأيضا تم انتخاب دولة قطر عضوا في اللجنة الدولية الحكومية لاتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وذلك ضمن المجموعة 5b،عن المجموعة العربية. هذا النشاط المكثف، وانتخاب دولة قطر في عدد من اللجان الهامة يمثل إقرارا بمكانة دولة قطر في الأمم المتحدة وثقة المجتمع الدولي فيما تقوم به. لقد أصبحت قطر حاضرة بقوة في أغلب أنشطة الأمم المتحدة، وفي المجموعات الإقليمية والدولية من أجل حل الأزمات الإقليمية والدولية وحفظ وبناء السلام، كما تستضيف الدوحة مؤتمرات واجتماعات وورش عمل تعنى بتعزيز السلم والأمن الدوليين وبقضايا التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتعزيز ثقافة السلام، فضلا عن مبادراتها الدولية في مجالي التعليم والصحة، ومساهماتها المالية السخية لأكثر من 40 من هيئات وكيانات الأمم المتحدة الأمر الذي جعلها سادس أكبر المانحين على مستوى العالم للأمم المتحدة.