13 سبتمبر 2025

تسجيل

كعبة المضيوم لاتقبل فرض الوصاية

09 يونيو 2017

ما زلت حتى الآن غير مصدقة لما يحدث في البيت الخليجي والذي تعودنا منذ كنا صغارا على أنه بيت واحد تجمعه كل أواصر الاخوة والمحبة والود والمصير المشترك، هذا الشرخ الكبير الذي أحدثته المقاطعة غير المسبوقة التي قامت بها كل من المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ضد قطر، يضعنا أمام واقع جديد لم نكن في يوم من الايام نتخيله أو نتوقع حدوثه وبهذا الشكل البعيد كليا عن اي خلاف يمكن ان يحدث بين الاشقاء ثم يحل بحكمة العقلاء. الاحداث المتسارعة منذ اختراق الموقع الالكتروني لوكالة الانباء القطرية في الرابع والعشرين من شهر مايو المنصرم وبث تصريحات مفبركة لسمو أمير البلاد المفدى، وما تبع ذلك من حملة إعلامية ظالمة وممنهجة تبنتها محطات فضائية محسوبة على السعودية والامارات، ومن ثم قرار المقاطعة في الخامس من يونيو الجاري، كشفت عن نية مبيتة لدى هذه الدول في محاولة فرض الوصاية على قطر، وهو الأمر الذي يخالف كل الأعراف الدبلوماسية والسياسية، ويضرب بعرض الحائط مسألة احترام السيادة للدول الأخرى.لن أتحدث كثيرا عن الجوانب السياسية لهذه المقاطعة رغم خطورتها وعدم المنطق الذي استندت عليه قرارات المقاطعة الظالمة، لكنني ما زلت غير قادرة على استيعاب القرارات المتلاحقة التي تصدر عن الدول الثلاث ليس بحق قطر والقطريين فحسب، بل وبحق مواطني تلك الدول الذين يرتبطون مع القطريين بعلاقات مصاهرة ونسب وقرابة ومصالح تجارية واستثمارية وغيرها من الصلات التي بات عليهم قطع جميعها وفورا، تنفيذا لقرارات المقاطعة وتحت تهديد المساءلة القانونية من قبل حكوماتهم.ألهذه الدرجة وصلت الأمور، حتى حقوق الإنسان لم يعد لها احترام، هل من المعقول أن تمنع السلطات في الإمارات الشقيقة سيدة قطرية متزوجة من مواطن إماراتي اصطحاب ابنها الرضيع معها إلى قطر لانه مواطن اماراتي؟! وهل من المعقول أن يمنع الطلاب القطريون الذين يدرسون في الإمارات من إكمال امتحاناتهم الدراسية وأن يتم ترحيلهم فورا من الإمارات عملا بقرار المقاطعة؟! وهل من المعقول أن يطلب من مواطنين قطريين كانوا يؤدون العمرة قبل قرار المقاطعة بالمغادرة الفورية؟! وهل وهل وهل... كثيرة هي الحالات الانسانية التي تم تجاهلها بل وتم الرمي بها عرض الحائط. والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذه الاجراءات غير المسبوقة ليس خليجيا فحسب، بل وعلى المستوى الدولي، هي إجراءات لقطع العلاقات الدبلوماسية، أم أنها عبارة عن عقاب جماعي لمواطني دولة قطر والدول الثلاث المقاطعة. وما الذي يراد من ذلك، هل هذه الاجراءات التعسفية وغير المبررة يمكن أن تحل الخلاف بين قطر والدول الثلاث؟! أم أنها تهدم أي مجهود يمكن أن يقوم به العقلاء من أجل إنهاء هذه الأزمة.أعتقد أن مثل هذه الاجراءات والقرارات اللاحقة التي أصدرتها كل من السعودية والإمارات والبحرين بشأن معاقبة مواطنيها في حال تعاطفهم مع قطر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هي إجراءات لن تؤدي إلا إلى إحداث شرخ كبير في النسيج الخليجي الواحد.. ولكنني أعتقد أن هذا الشرخ سوف يقتصر على الجوانب السياسية فقط، أما على المستوى الشعبي فان المواطنين الخليجيين يدركون تماما باننا كخليجيين جسد واحد "اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".نبض الوطن:قطر ستظل كما هي دائما كعبة المضيوم.. هدوءها شامخ ولا يمكن أن تنهش في البيت الخليجي.. والقطريون سيظلون أوفياء لوطنهم وقيادتهم الحكيمة وملتفون جميعا حول أميرنا الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه.