قطر لن تتهاون

تصريحات سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية أمس بأن دولة قطر ترفض أي تدخلات بسياساتها الخارجية، جاءت تأكيدا على ثبات موقفها في الأزمة الخليجية، فالدوحة لن تتراجع أو تستسلم أو تتهاون، وهو ما أكده الوزير بقوله إن دولة قطر ليست مستعدة للاستسلام ولن تتهاون في استقلال سياستها الخارجية.هذا الموقف الثابت يتناغم مع استقلالية الدولة وحفاظها على سيادتها وقرارها السياسي، فلا توجد دولة في أي مكان من العالم تفرط في سيادتها أو استقلالها أو قرارها.والحقيقة أن قطر جزء أصيل من مجلس التعاون ولها دور في تماسكه ووحدته.حالة التصعيد غير المبرر من قبل بعض دول الخليج ضد قطر، غريبة ومدهشة، فدولة قطر لم تشهد من قبل مثل هذا العداء حتى من دولة معادية، فما بالنا وهي قادمة من دول شقيقة وجارة.ولذلك فهذا الوضع يهدد بحق استقرار المنطقة ويعصف بوحدة دول مجلس التعاون، وضياع مقدراته وتاريخه، في وقت تزداد فيه الحاجة للتلاحم والتجمع في مواجهة الأخطار والتحديات التي تشهدها المنطقة.نستطيع الجزم بأن تداعيات هذا الموقف لن تنعكس عواقبه فقط على قطر، بل ستمتد لتشمل كافة دول الخليج العربي.ورغم ذلك، فالدوحة حريصة على حل كافة المشاكل على طاولة المفاوضات، ولا تزال متمسكة بالدبلوماسية والرزانة، ولن تسعى لأي نوع من التصعيد مع الأشقاء رغم قسوتهم