15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا أظن أن هناك هاجسا يشغل المسلمين الآن غير أمر تدهور حالهم وبالذات العرب منهم. وهو بالطبع حال مسلمين وليس أبداً حال الإسلام. ورغم اعتقادى أن هناك الكثير من الجهد الذى تم بذله فى هذا الصدد إلا أن الحصيلة كانت تأتى إما فى دثار أكاديمى يزيد الأمر تعقيداً وتيها فى دهاليز الفكر المجرد أو مفصلة حسب الأهواء الشخصية والمزاجات الفئوية أو فى رؤى متباينة ينعدم فيها أحياناً الرابط المنطقى والفقه الموضوعى. إن الدعوة إلى الإسلام هى واجب على كل مسلم. كلٌ بما تيسر له من جهد وكلٌ بما أصاب من علم ومعرفة وبما اكتسب من خبرات مترادفة وتجارب متراكمة. ولعل هناك شيئا من القصور يكمن فى الأسلوب الحالى لمنهج الدعوة ولعل من أهم مظاهره هو عملية انتقاء الأفراد وتأهيلهم أكاديميا وتوجيهيا لهذه المهمة وفق نمط معهود وأًسلوب يكاد أن يكون تلقائيا، وهذا هام بلا شك كمدخل بل يعتبر سنام النشاط الدعوي وركيزته الأساسية. لكن مثل هذا النمط يجب أن يكون به الكثير من الحيوية ويحتاج دائما لشئ من المراجعة والتحديث الذى يستوجبه التطور الحتمى فى المفاهيم والرؤى والعلاقات والترقى فى آليات العقل ومعطيات المعرفة. إن الدعوة إلى الله هى من رباط العبادة وبالتالى من رباط التوحيد.ومن الواضح ان التغيير المتسارع للنمط الحضارى والذى بدأت بواكيره تزحف على العالم كقطع الليل البهيم بات ينبئ بوضوح عن مستقبل غير بعيد تصبغه قسمة ظالمة. فقد بات واضحا أن الحضارة القادمة تمثل حالة من الاستقطاب لشعوب الأرض لم يسبق لها مثيل، استقطاب تسخير واستنزاف يفضى إلى فرض نمط حضاري تحكمه ثنائية اقتصاد العولمة ونهج الحداثة. وفرض هذا النمط يعتمد على الهيمنة الاقتصادية والتخويف بالقهر العسكري ثم الغزو الإعلامى وفرض ثقافة التسوق وتعزيز الثقافة المادية.كل هذا يستدعي انتفاضة بين المفكرين المسلمين وأصحاب الرأي فى إعادة هيكلة العقلية الإسلامية فيما يخص أمر الدعوة ومواجهة المد الثقافي الغربي ومنهجيته الاقصائية الاحتوائية. فقد بلغت الحملات الإعلامية الغربية حدا بالغا من الخطورة بات يهدد مباشرة كيان الأمة الإسلامية عامة وأركان البيت العربى بصفة خاصة.