26 أكتوبر 2025
تسجيلأحياناً تشعر بشيء من الجمود وهو يلتف من حولك دون أن تدرك مصدره، وهو ما لن يزعجك في البداية، لكنه وحين يتمادى ويتمرد عليك فستبذل كل جهدك؛ كي تدرك مصدره؛ لتكتشف فيما بعد أنه يمتد منك؛ ليعود إليك فقط، والدليل أن الحياة تسير من حولك بشكل طبيعي، في حين أنها لا تفعل ذات الأمر معك فما تراه هو أن كل الأشياء تعيش بقلب تُنعشه نبضات عالية تسمعها جيداً، بينما تغيب عنك؛ لتسمح للصمت بمداعبتك لدرجة تفقد معها إحساسك بالوجود، الذي لا يربطك به سوى شعرة واحدة فقط تشعر معها بأن هناك ما يربطك فعلاً بالواقع، وعادة يحدث ما قد سبق ذكره مع كل من يعيش من أجل حلمه، الذي يجوب أعماقه فقط، ولكنه لا يستطيع ترجمته للعالم الخارجي، الأمر الذي يُجبره على العيش هنا وهناك، ومن أجل هذا وذاك؛ ليمضي العمر دون أن يلحق بركب العالم الأول أو الثاني، في حين أنه يستطيع الاستفادة من وضعه بوضع عقله في رأسه؛ للحصول على ما يريد.حين ترى نجمة تسطع في السماء لا يدركها سواك، وترغب بحصول ذات الأمر مع الآخرين غير أنه ما يبدو مستحيلاً حينها (لا تحزن بتاتاً)؛ لأنك وإن فعلت فإن طاقتك ستُهدر على المفقود في حين أن الموجود في أمس الحاجة إليك وإليها تلك الطاقة التي تحتاج إلى تركيزك عليها وليس على توضيح ما تعيشه للآخر، الذي قد تصعب عليه رؤية ما تراه، وبالتالي لن يتفاعل معك؛ ليساعدك كما يجب، وهو ما يقع على عاتقك، فوحدك من يدرك ما يجري ويمكنه تصحيح الوضع؛ لذا وحين تبلغ هذه النقطة تحديداً فلا تحزن، ولكن تذكر أن المشكلة الحقيقية لا تكون في رؤيتك لنجمة تسطع في السماء، ولكن في هدرك لوقتك وأنت تبذل العديد من المحاولات التي تجبر بها الآخر على رؤية ما تراه كما تراه، فهو في حقيقة الأمر ما سيلتهم عمرك وطاقتك أيضاً، ويمكنك تجنبه بالتركيز على مرحلة أساسية بمهام ثابتة لا بد أن تلتفت إليها؛ كي تتجنب خوض تلك المصاعب منها: -ركز على كل ما تراه، وحدد كامل التفاصيل مهما كان حجمها ثم دونها بنفسك حتى تصبح الصورة واضحة من أمامك، فتعرف ما يشغلك ويسحبك بعيداً عن الواقع.-تفقد كل ما لديك من قدرات، وتأكد من صلاحيتها؛ كي تتمكن من معرفة ما أنت عليه فعلاً.-تخيل لون الحياة بعد أن تصل لتلك النجمة التي تراها من أمامك، وعش أجمل لحظاتك وإن كان ذلك لمجرد لحظات فقط.-عد إلى واقعك، وفكر بتلك الخطة التي ستساعدك على تحويل ما تراه إلى حقيقة يمكن لغيرك أن يراها أيضاً.-تذكر أن تحقيق الخطوة السابقة قد يواجه بعض الصعوبات التي ستعاني منها كثيراً؛ لذا لا تستسلم بسهولة، وجاهد نفسك وكل ما يُعرقل مسيرتك؛ كي تتابع.- ثق بنفسك أولاً؛ كي تمنح حلمك حجمه الطبيعي، الذي يستحقه فعلاً.- تزود وزود نفسك بكل ما تحتاج إليه من (إيمان) كلما تضاعف زادت قوتك، وعظمت رقعة (الممكن)، وتقلصت من بعد ذلك رقعة (المستحيل).لا أحد يعلم حقيقة ما يجري في الداخللربما يحزنك أن تفكر بما تريده وتدرك أنه يحمل لك ولمن حولك من الخير الكثير غير أنه لا يبدو لهم كذلك، ولربما تجتهد؛ كي ترسم لهم الصورة التي تراها فلا تبدو لهم كما هي لك؛ لتجد وفي المقابل بروداً لا يليق بما فيك من حماس، ولربما تفتر طاقتك وتقرر الابتعاد قليلاً حتى تهداً، والحق أنه حقك، ولكن لا تسمح لذاك الحق بأن يقذفك في زاوية منسية ستمنحك صبغتها؛ كي تصبح من بعدها منسياً لا تعرفك الحياة، ولا يعرفك من فيها، بل خذ (استراحة مُحارب)؛ كي تعود من بعدها أقوى بكثير، وأكثر قدرة على تطبيق كل ما ورد ذكره في سبيل نقل تلك الصورة التي سبق لك وأن رأيتها لغيرك (ممن يستحق معرفة ما يجوب أعماقك)، وليس من سيحاول تحطيم معنوياتك؛ كي تظل حيث أنت في حين أنه سيمضي قدماً نحو كل ما تحلم به نفسه، والأحق بأن يكون ذلك لك أنت.وأخيراً: إن شعرت بجمود يعزلك ويسمح للحياة بأن تمضي بعيداً عنك فقط: تمرد على وضعك، ولتُقلب الأدوار؛ كي تصبح الحلقة الأقوى؛ لأنك وإن فعلت فستدرك حينها ذاك الجانب الذي لم تدركه عن الحياة من قبل، وحتى تفعل فليوفق الله الجميع.