18 سبتمبر 2025

تسجيل

الحوار الخليجي الأمريكي

09 مايو 2015

يأتي لقاء وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في باريس أمس مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري، في وقت مهم وحساس، فهو يأتي قبيل قمة خليجية – أمريكية الاسبوع المقبل، حيث سيلتقي قادة دول مجلس التعاون الرئيس باراك اوباما لبحث الملفات الإقليمية الملتهبة، وفي صدارتها الوضع في اليمن، والأزمة في سوريا، والبرنامج النووي الإيراني، إلى جانب تبادل الرؤى حول جهود إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.الحوار الخليجي الأمريكي لم ينقطع في أي وقت من الأوقات، لكنه في هذه المرحلة يأخذ طابعا خاصا لأهمية الملفات المطروحة على الطاولة، ولحساسية "الاولويات الاقليمية المشتركة والتعاون الامني"، ولذا ينظر المراقبون إلى القمة الخليجية الأمريكية المرتقبة بكثير من الاهتمام، فهي ستفتح دون شك صفحة جديدة ، كما أنها ستزيل العديد من الشكوك التي لاتزال تشغل وسائل الإعلام منذ الكشف عن المفاوضات السرية بين طهران وواشنطن قبل عامين.لقاء وزراء خارجية دول مجلس التعاون بنظيرهم الأمريكي أمس، ولقاء القادة وأوباما الأسبوع المقبل، يتزامنان مع بدء المبعوث الدولي الجديد إلى اليمن مهمته، وبدء المبعوث الدولي إلى سوريا التحضير لمفاوضات جنيف 3 ، وذلك في ظل إصرار الحوثيين على فرض الأمر الواقع بالقوة وتحدي قرار الأمم المتحدة رقم 2216 ، ومع ضرورة تمكين الشعب السوري من تشكيل هيئة حكم انتقالي يضم كافة الأطياف السورية بكامل الصلاحيات، للحفاظ على مؤسسات الدولة وإنقاذ ما تبقى من سوريا.هناك كثير من الواقعية في تصريحات السيد لاري بلوتكين بوغارت المحلل السابق لدى "سي اي ايه" والعامل حاليا في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى من ان "دول الخليج لن تنتظر من الان وصاعدا ان تنتقل الولايات المتحدة الى التحرك. فرد الفعل الامريكي، في حال وجوده - على التحديات التي تواجهها المنطقة - ليس سريعا او قويا بما يكفي". في حين أن "الولايات المتحدة ودول الخليج تحتاج الى بعضها البعض"، إلا أن "الافعال اكثر اهمية من الاقوال بالنسبة لدول الخليج"، في هذه المرحلة التي أخذت فيها زمام المبادرة، ولم تعد بحاجة إلى أكثر من دعم حقيقي من الأصدقاء.