11 سبتمبر 2025

تسجيل

الانتقادات بين التعمير والتدمير

09 مايو 2015

كل شيء يحتاج إلى طاقة؛ كي يتحرك وينتقل إلى نقطة أبعد من تلك التي تحتويه، وهو الأمر ذاته معنا كبشر، حيث إن التنقل هو سنة من سنن الحياة، التي تجبرنا على الارتقاء وعدم التوقف حيث نحن، خاصة أننا ننمو ونكبر، ونحتاج إلى بلوغ مراحل جديدة لم يسبق لنا بلوغها من قبل، وعادة ما يكون التقدم الذي نحرص عليه ونرى فيه خلاصنا من العادي والمألوف هو ذاك الذي يكون لنا من خلال (النقد)، الذي يُصحح المسارات، ويُسلط الضوء على الحقيقة فندرك من بعد ذلك ما يجدر بنا فعله، وما نرمي إليه ونخصه بحديثنا هذا اليوم هو (النقد البناء) الذي يكون من الآخرين؛ كي نُعدل الأوضاع، وندرس من جديد كل ما يكون منا، فندرك بذلك الصواب من الخطأ، وليس النقد الذي يخالفه ويُخفي في جعبته ما يضرنا أكثر مما ينفعنا به، ويكون عادة من الحاقدين الذين يسعون إلى (التدمير) لا (التعمير)، إضافة إلى حاجتهم لتحقيق مآربهم الخفية التي لا يدركها سواهم. نحن لا نستطيع حجب الانتقادات عنا؛ لأنه ما يعني ابتعادنا عن الآخرين بالهروب بعيداً حيث نحن ولا أحد سوانا، ولكننا نستطيع تلقيها وبصدر رحب، فنأخذ الجيد منها وما يمكننا به تطوير ما نحن عليه، ونترك ما لا نطيقه ولا يمكن أن يُضيف لنا أي شيء يُذكر؛ لنمضي من بعد ذلك إلى المرحلة التالية، التي نتقدم إليها بكل جديد حصلنا عليه وتوصلنا إليه من ذاك (الوقود) الذي يُحركنا ويسمح لنا بتنقل سليم لا عيب فيه، وهو ذاك الذي تملكنا بفضل الطاقات التي تغمرنا؛ بسبب الانتقادات المُوجهة إلينا ونشعر معها وبسببها بغضب شديد يمكن أن يعود علينا بفائدته الكبيرة متى أدركنا كيفية توجيهه إلى المكان المناسب.أحبتي: إن أكثر ما يشغل بالي وبشكل خاص، وصفحتي الأسبوعية (الزاوية الثالثة) بشكل عام هو تحقيق هدفي الأول ألا وهو إصلاح وتغيير المجتمع، وهو ما يمكننا تحقيقه إن تكاتفت الجهود، واتفقنا على تحقيق ذلك فعلاً، فتكون البداية بالفرد، الذي وإن انصلح حاله لكان الوضع ذاته مع المجتمع، مما يعني أن البداية ستكون بشكل فردي سيمتد؛ ليشمل الجماعة فالمجتمع، وبما أن الأمر يقوم على هذه الرغبة، فلاشك أن خوض مثل هذه الموضوعات فريضة على هذه الصفحة، التي نحرص من خلالها على الارتقاء بكم، وعليه إليكم ما هو لكم من خلال الخبرات التي وردتنا بين طيات رسائلكم.من همسات الزاويةما يحدث لك في حياتك يعتمد على ما تفكر به، وتحلم به وحدك دون أن يُشاركك في ذلك سواك؛ لذا فكر وبشكل جيد بما تريده، ولا تقبل بالقليل لنفسك، بل جاهد؛ كي تأخذ الأفضل والأفضل فقط حتى وإن خرجت بما لا تشتهيه في البداية وهو ما وإن وقع فسيكون بشكل مؤقت سيتحسن الوضع من بعده ويصبح أفضل بكثير، ولدرجة ستسعد بها، وتحديداً إن تمسكت بما تريده، وحافظت عليه دون أن تُسلم وتستسلم لكل الضربات الموجعة التي ستأتيك من الخلف؛ كي تؤكد لك أنك دوماً في الأمام، وهي تلك الضربات التي ستزيد من قوتك إن أدركت كيفية إدارتها على نحو جيد إن أدركته فلاشك بأنك ستنجح.