14 سبتمبر 2025

تسجيل

البويات

09 مايو 2011

ارتعد قلبي، واهتزت مفاصل روحي، وأنا أراهن أمامي يواقحن بانحراف سلوكهن على الملأ!، يرتدين الملابس الذكورية بفخر، يسبغن على مشيهن وأصواتهن طابع الرجولة! وكأنهن لسن بإناث! تمسك كل واحدة منهن بفتاة رقيقة غبية وكأنها عشيقة أو مملوكة لهن، يمارسن التلاصق دون حياء أو خوف من الله، يلبسن السلاسل ويحلقن رؤوسهن، يرتدين الضاغط ليخفين معالمهن الأنثوية قدر الإمكان، وكل ذلك ليكن (بويات) بمعنى المسترجلات. ارتفعت هذه الفئة بشكل لافت في الآونة الأخيرة وبالذات في الأوساط النسائية المغلقة حيث أصبحن يظهرن علناً وعلى مرأى من ذويهن! ومجتمعهن، وليس في قطر وحدها بل في كل دول الخليج، والذي لوحظ عليه ارتفاع هذه النسبة في السنوات العشر الأخيرة، تمثل نسبة 10 % من طالبات الإعدادي والثانوي وتتفاوت بين متوسطة ومرتفعة بين قطر والكويت والامارات والسعودية ولكنها في الكويت الأكثر ارتفاعاً حيث بلغت نسبتهن وكما قرأت أنها 70 % وهي عالية جداً ومخيفة!، وفي قطر بدأت تزداد مع فقدان الدور الرقابي للأسرة والانشغال من قبل الأهل عنهن، وعدم متابعتهن في مدارسهن ومن يرافقن بالإضافة إلى التجاهل واطلاق الصفات السيئة عليهن كـ القبيحة وغير ذلك في زمن بات جمال الشكل الخارجي هو الأساس الذي تقيس عليه مراتب البشر، فتنشأ فاقدة للثقة، مهزوزة باحثة عن منفذ تخرج منه من تخبطها فتلجأ إلى الاسترجال والظهور بمظهر الفتى لتظهر أنها قوية وأنها مقبولة وتستطيع الاختيار لنفسها، ولكن الخطير في هذا عندما تتحول السلوكيات السطحية من شكل خارجي إلى ممارسة غير سوية ولا أخلاقية فتصاحب إحداهن لتكون لها خليلة تمارس معها السحاق، وهذه بالنسبة لي الأخطر لأن البعض منهن يلجأن إلى العدوانية والمطاردة والتحرش بالفتيات الأخريات وعندما تقع إحداهن في شركها تعتبرها الزوجة فتطالبها وتلاحقها بحقوق لا توجد إلا بين رجل وامرأة سويين. أتعرفون أنني وبرغم رفضي التام لهذه الشريحة التي توجب غضب الرحمن إلا أنني قد اتجاوز تحول الرجل إلى جنس ثالث لأن خطرهم محدود نسبة إلى المسترجلات اللائي يوجدن بين المجتمع النسائي المغلق في المدارس، في البيوت وفي المناسبات الخاصة، ويستطعن التغرير بالكثير من المراهقات بسهولة والانفراد بهن وتحت دراية الأهل دون أن يلاحظ أحد ما الذي يحدث بينهن في الغرف، بالإضافة إلى أن المسترجلة تبالغ في تصرفاتها الخشنة وعدوانيتها لتثبت لنفسها قبل الآخرين أنها ذكر فتلجأ إلى الإيذاء الجسدي وأحياناً إلى ما هو أكثر. إن مَن يشعرن بهذا الخطر هن المعلمات القادرات، من خلال رؤويتهن لشرائح مختلفة من الفتيات، على أن يقدرن نسبة هذا الارتفاع، وحجم المشاكل التي يواجهنها في سبيل السيطرة عليهن والحفاظ على السليمات، ولن يكون هناك حل إن لم تتعاون المدارس والأسر بالدرجة الأولى في متابعتهن ودراسة كل حالة وتحويلها إن أمكن إلى الطب النفسي ولو بالقوة. المجتمع برمته مسؤول عنهن لا نرمي الحمل بجهة على أخرى لذا أتمنى من المجلس الأعلى للتعليم بالدرجة الأولى أن يعمل دراسة خاصة لهذه الفئة لمعرفة كل الجوانب المحيطة ومحاولة إيجاد الحلول، وفرض القوانين الملزمة للمدارس بمراقبة هذه الفئة وتقديم تقارير دائمة عن كل حالة لجهة يتكفل بها المجلس وتكون هذه الجهة أيضاً مسئولة عن ايجاد الثغرة بين الأسر والبويات، بالإضافة إلى تفعيل التوعية عن طريق الإعلام والنشاطات المدرسية، ودور العبادة التي لها دور في هذا الخلل من خلال تغيبها واكتفائها بالنشاطات التقليدية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. هل تتخيل أن تكتشف أن ابنتك الجميلة الصغيرة بوية أو شقيقتك أو أن تتعرض إحداهن للأذى من قبل بويات أو أن تكون رفيقة خاصة!. لا أحد يريد أن يتخيل ذلك لأنه حتماً سيشعر بالخوف والغثيان، إذن راقبوا بيوتكم وبناتكم ودعوكم من الانشغال بتفاهات وقتية تنسيكم دوركم الأول ألا وهو التربية. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. جربوا أن تزوروا جامعة قطر.. أعتقد أنكم ستصدمون! وكثيراً.. الله المستعان