15 سبتمبر 2025
تسجيلالكلام هو الفعل الذي يتعامل به الناس بين بعضهم البعض وهو المُعبر عن الافكار وعن المبادئ والمُترجم للأخلاق، فكلما كان كلامك طيباً أقبل الناس على التعامل معك أكثر ودخلت القلوب بلا استئذان، وتربية الأبناء على الكلام الطيب تولد في قلوبهم الرحمة بالآخرين فينشؤوا عليها، وعند كبرهم وانخراطهم في مجال العمل ينشرون الطيب والكلام الحَسن، وفي الكلام الطيب وصف النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (الكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تخطوها إلى المسجد صدقة)، وصف الرسول الكريم الكلمة الطيبة بالصدقة لما لها من أصل عظيم في التعامل الاجتماعي ووسيلة لتحقيق المآرب للناس وتكسب المودة والتراحم، وقد ورد في القرآن الكريم فضل الكلمة الطيبة في الآية (وقولوا للناس حُسناً)، وهو دليل على أهمية الكلام الحَسن الذي يُهدئ النفوس ويترك أثراً طيباً بخلاف الكلام الفض أو القاسي أو الخالي من الطيب والاحسان والذي قد يترك انطباعا سيئاً عن الشخص بل وينفر الناس منه لشدة سلاطة لسانه أو عدم تضمن الطيبة في كلامه، كما ان أكثر العداوات وربما الحروب البشرية يكون سببها الكلام السيئ، الذي نهانا عنه الرسول الكريم في حديثه (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليسكت). الكلمة الطيبة قد تكون سبباً لنجاح أحدهم، وقد تثمر عملاً صالحاً وتفتح أبواب الخير وتكون سبباً لغلق أبواب البشر، كما أن للكلمة الطيبة خصائص منها الجمال والرقة وأنها تبهج المشاعر ويشتاق لسماعها السامع وتطرب القلب، وإذا ما اقترن الكلام الطيب بقائله وشاع ذلك عنه فأصبح محبوباً بين الناس، وسيعرف عنه الطيبة والرحمة وصفاء القلب، ويمكن للكلام الطيب أن يغير رأي الاخرين من شر إلى خير، ويمكن أن يعطي انطباعا طيباً عن الاسلام لغير المسلمين فتحببهم في الإسلام، كما بالكلمة الطيبة يمكنك أن تكسب أصدقاء جددا وتزيد من معارفك، ويهتم الناس لوجودك في المجالس وغيره، ويرغبون في صُحبتك. وللكلمة الطيبة أثر عظيم على المستضعفين والصغار والأيتام فهم بأمس الحاجة للكلمة الطيبة التي تقويهم على الظروف الصعبة التي يعيشونها وتعوضهم الحرمان الذي يعانون منه، ولتأثير الكلام الطيب والمعاملة الحسنة على الأطفال تحديداً والأيتام خاصة أطلق مركز تمكين الأيتام (دريمه) حملة بعنوان "كلمة طيبة" وذلك احتفالاً بيوم اليتيم العربي وقد تضمنت الحملة مجموعة من الفيديوهات لمجموعة من الأطفال يحثون على الكلام الطيب، ويعبرون بكلماتهم عن تأثير المعاملة الحسنة عليهم، فاختيار المفردات أمر ضروري مع الاطفال خاصة الأيتام فتزيد لديهم الحساسية ومشاعرهم مرهفة ويحتاجون إلى معاملة خاصة، وعندما يتعلم حتى الصغار القول الطيب فإنهم سيتعاملون به ولن يتسببوا بجرح لغيرهم فالكلام يوجع ويجرح أكثر من الضرب أحياناً لذلك لابد أن نفكر قليلاً قبل أن نتكلم وننطق بكلمات قد تسبب ألماً للآخرين، وقد استندت حملة الكلمة الطيبة والتي اطلقتها دريمه أهمية الكلمة الطيبة من قوله تعالى (ضَربَ اللهُ مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعُها في السماء) وهي تشبيه بشجرة النخلة ذات الفرع الثابت التي تؤتي ثماراً طيبة على من يألفها، والتذكير بأهمية الكلام الطيب خلال شهر رمضان المبارك لهو عمل جليل نتمنى أن تحصد ثماره بين الناس، وأن يجتهدوا لتدريب أنفسهم على التعامل بالطيب والكلام الحَسن غير المكلف والذي بفضله يمكنك شراء قلوب الناس ناهيك عن فضله من الله تعالى والثواب الذي ينالك منه. تحية للقائمين على مركز تمكين الأيتام دريمه على مبادرتهم الطيبة والتي تُشيع الإحسان والسلام والمحبة بتحفيزهم للكلمة الطيبة، وفعلاً (رُبَ كلمة طيبة تُغير بها حياة). الحياة بها من القسوة الكثير، فتعاملوا بطيب وقولوا قولاً حسناً لتبتهج النفوس وتَسعد الأرواح!.