18 سبتمبر 2025
تسجيلموقفان يفصل بينهما بعد زمني ومكاني،كما يفصل بينهما منهج ايماني وأخلاقي ذاتي، استحوذا اهتمام الرأي العام، بلغت مشاهدتهما في التواصل الاجتماعي المليارات من المتابعين، يشكلان الأخلاقيات الانسانية من الدنو والعلو، من الرحمة والرأفة،والقساوة والغلظة، يؤكدان على مدى ما يحمله الانسان من مشاعر انسانية تجاه الآخر حتى لو كان حيوانا أو طيرا، يدعمها الايمان والثقافة والقناعة، فكيف بإنسان ضعيف حين يقع تحت وطأة قساة القلوب وعنجهية الفكر، وحين يجسد الارهاب فعلا واقعا ليقضي عليه وعلى مقدراته ومنهجه الديني والعقائدي، منهجنا الديني يقول في حديث دخلت امرأة النار من أجل قطة حبستها حتى ماتت لاهي أطعمتها ولا أسقتها ولا تركتها،،،مبدأ ايماني أخلاقي، يضع الانسان في ميزان الاختيار ما بين الخير والشر،كم هي جميلة تلك الأرواح والأنفس والعقول التي تحمل بين ثغراتها الرحمة واللطف والرأفة تجاه الآخرين أيا كان جنسه ودينه ومركزه وعرقه وفصيلته، وما أعظم أخلاقيات وسلوكيات ديننا حين يجسد في الواقع ويتعامل مع الأرواح بما وصف به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " كان خلقه القرآن ". …. هناك في الأقصى الشريف تمارس الصهيونية قذارتها الأخلاقية بنفوس وحشية تنتزع منها الرحمة واللين فاقتحمت قواتها وفي شهر رمضان بقصد الحرمان من تأدية المشاعر الرمضانية المسجد الأقصى الشريف واعتدت على المئات من المعتكفين داخله، بالضرب وتكبيل الأرجل وطردهم وبينهم نساء، وألقت القنابل الصوتية وقطعت التيار الكهربائي، استعدادا لذبح القرابين داخل باحاته بالتزامن مع عيد الفصح،،، … صورة ارهابية صهيونية تجاه الانسانية في حق المرابطين المدافعين عن حقوقهم الدينية في غياب الضمائر العربية والاسلامية المنهزمة والغائبة في صراعاتها ومصالحها الدنوية،، وهناك في الجزائر قطّ يُفاجئ اماما جزائريا خلال تلاوته القرآن الكريم في صلاة التراويح ويصعد فوق كتفه بهدوء وطمأنينة وكأن هناك مؤشرا خفيا يوجهه نحو الامام، ويتعامل الامام معه بهدوء ورأفة دون احداث خلل في الصلاة واستشعار المصلين، وحقق رقمًا قياسيًا تفاعليّا عربيًا وعالميا بهذا الموقف، بلغ ملياري مشاهدة وتم تكريمه من قبل الشؤون الدينية في الجزائر ليعطي درسًا منهجيا في القيم والأخلاق الاسلامية في كيفية التعامل مع الآخر حتى لو كان طيرا وحيوانا، ويزيح غشاوة الارهاب أمام بصيرة أعداء الدين الاسلامي ومحاربيه الذي تردّده منظماتهم ودولهم باتهامهم للدين الاسلامي والمسلمين بالارهاب،، ليس غريبا على الصهيونية ممارساتها الهمجية بلا رحمة، أكثر من خمسين عاما وهي تنتهج القتل والضرب والتعذيب البدني والاغتصاب والتهجير ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، ومازالت في غيها وجبروتها وغطرستها وبمبادرات حلفائها وصمت المطبعين معها، وما زال التطبيع العربي الاسلامي معها مستمرا، والممارسات مستمرة، أليس ذلك ارهابا وخللا أخلاقيا،!! كيف استطاع حيوان أليف ضعيف أن يشق الصفوف ويتجه الى الامام دون المصلين الآخرين ويصعد على كتفه بكل طمأنينة وهدوء، هل حكمة الخالق سبحانه في التوجيه لابراز الصورة الانسانية المسلمة في التعامل مع الحيوانات الاليفية !!، أم أنها الطمأنينة التي استشعر بها القط مع ذبذبات صوت الإمام وهو يقرأ القرآن، فاتجه بقدرة الله نحو مصدر الصوت لتلتقي طمأنينة القط نحو مصدر الصوت مع طمأنة الإمام من وجود القط على كتفه دون فزع وخوف وإرباك، أليس هذا القرآن الذي سمعه نفر من الجن قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا،، أليس كما قال تعالى في كتابه الكريم " ٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ وَتَطمَئن قُلُوبُهُم بِذِكرِ ٱلـلَّـه أَلَا بِذِكرِ ٱللَّهِ تَطمَئنُّ ٱلقُلُوبُ﴾.