العلاقات القطرية السودانية

القمة التي عقدت بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية السودان الشقيقة، تعكس حرص الزعيمين على العلاقة الوطيدة والراسخة بين البلدين اللذين تجمعهما الكثير من أواصر الأخوة والمحبة. لقد جاءت تصريحات فخامة عبدالفتاح البرهان، في ختام الزيارة مؤكدة على المواقف المشرفة لدولة قطر وقيادتها تجاه قضايا السودان، سواء ما يتعلق بدورها المحوري في سلام دارفور وإعادة الإعمار في الإقليم، أو تعاونها ودورها كضامن في اتفاق سلام جوبا، ووقوفها إلى جانب الشعب السوداني في كل الأزمات، حيث نوه فخامته بمواقف الدوحة خلال الفيضانات التي أصابت بلاده خلال العام الماضي، كذلك إبان جائحة كورونا. أظهرت الزيارة الحرص المشترك للبلدين على تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في شتى المجالات، بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، والاتفاق على تفعيل الاتفاقيات الموقعة بينهما، والتي تصل إلى 36 اتفاقية وبروتوكول تعاون، والاتفاق على الآليات التي تدعم التعاون المشترك وتذليل أي صعوبات أمام الاستثمارات القطرية في السودان، التي تقدر بنحو 3.8 مليار دولار. إن ما يجمع بين الدوحة والخرطوم يتجاوز كثيراً العلاقات المبنية على الروابط التاريخية.. ولا شك أن الإرادة السياسية للبلدين، والحرص المشترك على كل المستويات في الدولتين، هما البوصلة الهادية لتعزيز العلاقات وتطويرها والارتقاء بها إلى أعلى درجة، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.