02 نوفمبر 2025

تسجيل

السلام .. والقرارات الأحادية

09 أبريل 2014

تنطلق ظهر اليوم بمقر الجامعة العربية أعمال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، لبحث المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية في ضوء الانهيار الذي تواجهه المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي مع اقتراب نهاية الفترة الزمنية المحددة لها بتسعة أشهر في التاسع والعشرين من أبريل الجاري، الأمر الذي يضع هذا الاجتماع أمام مسؤولية تاريخية لاتخاذ قرار واضح وصريح من التعنت الإسرائيلي، والتلاعب المكشوف بالشرعية الدولية، والاستهزاء بالجهود الأمريكية الراعية لهذه المفاوضات، والأخطر من ذلك بدء العمل رسميا في مخطط تهويد القدس من خلال مشروعي "مجمع قيدم - الهيكل التوراتي"، جنوب المسجد الأقصى، والاستمرار في المخطط الاستيطاني الفظيع في القدس المحتلة.الأمور اليوم باتت واضحة، وسياسة الاحتلال خرجت عن طور المراوغة والمناورة، إلى طور التحدي والاستفزاز، ونأمل أن يكون الموقف العربي واضحا في هذا الشأن، مثلما كان الموقف الأمريكي واضحا أمس على لسان وزير الخارجية جون كيري أمام مجلس الشيوخ الأمريكي حين حمّل إسرائيل مسؤولية عرقلة عملية السلام بعد إعلانها الأسبوع الماضي عن بناء نحو 700 وحدة استيطانية في القدس الشرقية ورفضها الإفراج عن آخر دفعة من الأسرى الفلسطينيين.إسرائيل سمحت حتى الآن ببناء أكثر من 120 مستوطنة في أراضي الضفة وحدها، إلى جانب أكثر من 100 موقع استيطاني غير مصرح به، وإستراتيجيتها الآن باتت تشمل القدس التي هي "خط أحمر" ليس من وجهة نظر العالم العربي والإسلامي، بل ومن وجهة نظر المجتمع الدولي أجمع. في حين أن الفلسطينيين بإمكانهم اليوم الانضمام إلى 63 اتفاقية ووكالة دولية بموجب وضعهم كدولة غير عضو في الأمم المتحدة، وحقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ليست منة، ولا تحتاج أكثر من موقف صارم، الأمر الذي يتطلب دون شك قرارا عربيا يتحدى القرارات الإسرائيلية الأحادية، ويعيد القضية الفلسطينية إلى وضعها ومكانتها الطبيعية.