حقوق الإنسان وكرة القدم

في كل المحافل الدولية، تظهر قطر تفاعلا كبيرا وحضورا بارزا من خلال مشاركتها الفاعلة، سواء في الانشطة والاجتماعات الرسمية، أو من خلال الفعاليات الايجابية والداعمة التي تنظمها على هامش الحدث الرسمي. ومثلما يحدث دائما جاءت فعاليات معرض "حقوق الإنسان وكرة القدم" التي تنظمها على مدى خمسة أيام اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالتعاون مع الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة بجنيف، على هامش أعمال الدورة التاسعة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان، لتعكس اهتمام دولة قطر بإبراز الارتباط الوثيق بين الرياضة بما تعزز من قيم مثل احترام التنوع والتسامح، والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان. لقد جاءت فكرة فعاليات معرض "حقوق الإنسان وكرة القدم"، الذي يضم لوحات تعبر عن مفاهيم حقوق الإنسان في كرة القدم، إلى جانب مجسمات لملاعب بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، انطلاقا من استعداد قطر لاستضافة المونديال، باعتباره مناسبة للنظر في عملية دمج مفاهيم حقوق الإنسان في كبريات الفعاليات الرياضية. وكانت الإرادة السياسية للدولة واهتمامها بحماية حقوق الانسان، وراء التقدم الكبير لقطر فيما يتعلق بالإصلاحات العمالية، والذي كان محل اشادة وتقدير عالمي واسع، وهو ما أشار إليه السيد جوفاني ديكولا المستشار الخاص لمكتب نائب المدير العام لمنظمة العمل الدولية في سياق اشادته بهذا التقدم في الإصلاحات العمالية، حيث استبعد أن تكون كرة القدم هي التي استطاعت تحريك هذه الإصلاحات، مؤكدا أن ما يحدث في قطر من تقدم في مجال الإصلاحات لا يحدث في كثير من البلدان. إن معرض "حقوق الإنسان وكرة القدم"، جزء من الصورة الأوسع لمشاركات قطر الحيوية ومبادراتها الايجابية في المحافل الدولية، حيث تجعل الدولة من المونديال العالمي، مناسبة تتجاوز الاحتفال بكرة القدم، إلى حدث يشكل محطة بارزة في دعم جهود البيئة، وفي تعزيز الصداقة والتعايش بين الشعوب وعكس ثقافة وتراث المنطقة، وفي تعميق وربط مبادئ حقوق الانسان بالرياضة.