12 سبتمبر 2025
تسجيلولاَّه النبي صلى الله عليه وسلم قيادة الجيش المتوجه لغزو الروم في الشام وقد قاد جيشاً فيه كبار الصحابة وكان عمره ثماني عشرة سنة ! إنه أسامة بن زيد. عندما نعود إلى التاريخ نجد أن هناك أسماء شابة قد حفرت أسماءها في صفحات التاريخ البشري بحروفٍ من ذهب، وذلك بما قدموا من تضحية بأنفسهم وأموالهم وأوقاتهم في سبيل خدمة أهداف يؤمنون بها ولقناعتهم بأنهم جزء مهم في هذه الحياة وإن لكل منهم دوراً يؤديه. إلى اليوم يفتخر العالم الإسلامي بأسماء قادة الجيوش الإسلامية رغم صغر سن تلك الأسماء، ويمتلئ التاريخ الإسلامي بعلماء أصبحوا مصابيح مُنيرة لعلوم كثيرة ما زال العالم ينتفع بها، كما يزخر التاريخ البشري بأسماء شابة رسمت ملامح التكنولوجيا والتطور في العالم. إذاً ماذا حدث لأجيال نراهم بعيدين عن فكر الإنجاز، وبعيدين عن رسم أهداف واقعية لحياتهم تفيد أوطانهم وتفيد البشرية، أجيال نرى منهم الاكتفاء بأداء الواجب الوظيفي والمهني وعدم البحث عن الإبداع والابتكار، جيل همه تاريخ صرف المستحقات المالية في نهاية كُل شهر ودون أية أهداف يسعى إلى إنجازها. أُنشئ جيل همه هو البحث عن الموضة وصرخاتها وعن الماركات ومجاراتها، جيل يدخل في صراعات لأجل لعبة إلكترونية وخلافات عميقة لأجل مباراة في كرة القدم. فقد وصل الفكر السطحي في بعض شبابنا للأسف إلى موضة سُميت بموضة شرب القهوة من " مرضاعة " أطفال، والأمر الأدهى أن هذا الأمر لقى رواجاً في جيل الشباب وعدم إنكاره بل تم اعتباره ابتكاراً جديداً!. وهذا الأمر يضرب ناقوس الخطر في جيل أُستثمرت فيه الدول لقيادة مؤسساتها وتطويرها وذلك بالاستثمار في تعليمها في أفضل الجامعات العالمية لتعود بالنفع على دولها ومجتمعاتها. قد نحتاج مستقبلاً في مدارسنا إدراج مادة تتحدث عن القيادة والإبداع والابتكار تستمد منه الأجيال القادمة من قصص الإلهام في تاريخنا من قياداته الشابة وأهمية كُل فرد من هذا الجيل وحاجة المجتمع له. أخيراً لا زالنا نملك قيادات شابة نفتخر بها تسطر في كُل يوم إنجازاً جديداً لأوطانهم سيحفظها التاريخ ويرسم عليها أسماءهم بمصابيح مُضيئة، وما نتمناه أن لا نفقد جيلاً قادماً من الشباب كفقدان جيل سُمي بجيل " المرضاعة ". bosuodaa@