11 سبتمبر 2025

تسجيل

الصراع الأبدي

09 مارس 2020

منذ زمن هابيل وقابيل كان أحدهما يُمثل العقلانية والخوف من الله، والآخر كان يمثل التهور عندما قتل أخاه حينها ندم على فعلته يوم لا ينفع الندم ، وكم يشبه ذلك أفعال البعض هذه الأيام فسوف يبقى الحق والباطل في صراع دائم وأبدي بلا هوادة وهما طريقان لا يلتقيان أبداً، فالحق ذو وجه جميل عندما تراه تحس بالراحة والطمأنينة والأمن والأمان. فأينما يتواجد ينشر الخير والمحبة والسلام والعدل والمساواة، والآخر ذو وجه قبيح تطغى عليه البشاعة المفرطة. وأينما يتواجد الباطل تجد الظلم والاستبداد وأكل حقوق الناس والتفرقة بينهم في الحقوق والواجبات والخراب والدمار والفشل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وكل شيء سييء الذكر، فلهذا حَرّمه رب العباد جَل شأنه وتنزه عن كل نقص لعظيم تأثيره وفي تجنبه خير في الدنيا والآخرة. ونقول مهما قويت شوكة الباطل وخاصة هذه الأيام وزادت قوته وكثر اتباعه فسوف يأتيه الحق ولو طالت به الأيام أو قصرت فسوف يصرعه، فالباطل محكوم عليه من رب العالمين مسبقا بالفشل الذريع وبأنه سوف يُزهق لا محالة. فلقد اتخذه البعض من سفهاء الأمة الجهلة شعاراً للتقدم والازدهار وجعل منه مفتاحا لباب المستقبل لكي يدخل منه مجتمع ممن نقول فيهم ما أردى من المربوط إلا المتفلت. فدول العالم الثالث لا تأخذ من العالم المتحضر سوى أردى ما لديه بينما الشيء النافع من صناعات واختراعات وتطور في مختلف المجالات والخروج من رحمة الثروات المعدنية إلى مصادر أخرى للدخل تؤمن دخلا يساهم في جزء كبير منه. فالثروات للأسف التي لم نعرف استغلالها الاستغلال الأمثل سوى في العبث وفي التدخل في شؤون الدول وفي الأمور التي لا تُكرس إلا المزيد من الجهل والتخلف واشغلنا بها الشباب الذي من المفروض أن يوجه إلى مجالات ينفع بها وطنه ونفسه ولا يبقى طول عمره عالة على الدولة وأهله. هذا إذا ما علمنا بأن الثروة المعدنية سوف ترحل في يوم من الأيام، ونظرا إلى حال الجامعات المتطورة والعريقة في الخليج خصوصاً في قطر تنادي أبناء الوطن للالتحاق بها والنهل من المعرفة والعلم المتطور والبيئة التي تساعد على النبوغ والإبداع المنشود الذي تنشده الدولة، ولأجله صرفت كل هذه المبالغ الضخمة في جلب فرص تعليمية ربما لا تتوافر مثلها في العالم العربي بأسره ومراكز بحثية وأبنية فريدة من نوعها متطورة لأبعد الحدود فيها كل سبل الراحة ليس للقطريين فحسب وإنما لأبناء العرب خصوصاً أبناء الخليج الذين للأسف فرقتهم السياسة وعدم عقلانية الساسة لبعض دولهم الذين يفكرون بأفكار تجاوزها الزمن أكثرها من خيال مريض لا علاج له وهم ممن يكذب على نفسه ويصدق كذبته. [email protected]