19 سبتمبر 2025
تسجيلجاءت المباحثات القطرية — الكورية بالامس التى ترأسها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى؛ وفخامة الرئيسة الكورية بارك كون هيه ؛ لتشكل حلقة جديدة فى تمتين ودعم العلاقات بين البلدين ؛ وهى علاقات تمتد جذورها الى اكثر من اربعين عاما ؛ وما زالت تشهد تطوراً مستمراً انطلاقا من الرغبة المشتركة لدى قيادتي البلدين فى توطيد تلك العلاقات، ودعم الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يضفى دفعة جديدة الى آفاق التعاون بين البلدين وتمتين أواصرالصداقة بين الشعبين. وتكتسب تلك العلاقات زخما سياسيا خاصا تعززه المكانة الدولية الرفيعة التى تحظى بها سياستا البلدين الخارجية على الصعيدين الاقليمى والدولى؛ وانتصارهما لمبادئ حقوق الانسان وحقوق الشعوب فى تقرير مصيرها ؛ وهو ما يؤكد الانسجام فى سياسات البلدين ؛ يضاف الى ذلك الجانب الاقتصادى الذى يقدم نموذجا واعدا للعلاقات بين البلدين؛ فلا شكك ان الانتاج النفطى القطرى وخاصة الغاز الطبيعى يشكل ركيزة اساسية لتلك العلاقة؛ حيث تعتبر كوريا من النمور الاقتصادية الآسيوية، وتبوأت مكانة مرموقة لها بين دول العالم الصناعي مما جعلها من اهم الدول المستوردة للغاز القطرى؛ فضلا عن مشاركة الشركات الكورية في المشاريع المشتركة.لا شك ان دخول الشركات الكورية الكبيرة إلى المنطقة ساهم بشكل كبير في إقامة الكثير من الصروح والمشاريع التنموية ليس في قطر فقط، بل في كافة دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك منذ بداية الطفرة النفطية في سبعينيات القرن الماضي. كما أن الطفرة التي شهدتها دولة قطر نظر إليها الجميع نظرة إعجاب وتقدير لما تتميز به من دقة والتزام وكانت ثمرة تعاون إيجابي مع شركائنا من العديد من دول العالم وخاصة من كوريا الجنوبية، وهكذا فانه ليس من المستغرب مدى التقارب والتشابه الاقتصادي بين كوريا ودولة قطر التي استطاعت خلال سنوات قليلة أن تبني لنفسها نهضة شاملة بفضل قيادة رشيدة وخطط استراتيجية طموحة، حيث استطاع الاقتصاد القطري أن يتجاوز اقتصاديات دول كبرى وأن يصل الى مراتب متقدمة. كل ذلك من شأنه ان يدفع بالعلاقات القطرية الكورية الى افاق اكثر رحابة ويدفع بعلاقات اكثر تميزا بين البلدين.