13 سبتمبر 2025
تسجيلهذه الأيام، تقام دورة جديدة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، وقبله كان ثمة معرض في مسقط، والقاهرة، والدوحة وتأتي معارض قادمة في أبو ظبي والشارقة، ودول المغرب العربي، وهكذا، اهتماما ملحوظا بالكتاب، وإحدى أدوات تسويقه المهمة، التي هي معارض الكتب. وكلنا يعرف بالطبع أن معارض الكتب، في أي مكان في العالم، تقام فيه، هي جزء مهم من أجزاء صناعة الكتاب التي لم تعد صناعة عادية تقوم بها مطابع مغمورة وبلا تقنيات، وفي أزقة مظلمة كما كان في السابق، حين لم تكن النظرة للكتاب، تتجاوز محتواه إلى مظهره، بل أصبحت بفضل التقنيات الحديثة ووسائل الدعاية والاتصالات، صناعة مهمة مثلها مثل صناعة النفط والإلكترونيات والسيارات وغيرها. صحيح أنها صناعة ما تزال محدودة لدينا، في الوطن العربي، لكن أرى أنها تتقدم باستمرار، وقد بدأت دور النشر التي تشارك في معارض أوروبا وأمريكا، تستلهم أبجديات هذه الصناعة وتطبقها في بلادنا العربية، وقريبا قد يصبح الكاتب استثمارا ناجحا كما هو في الغرب، بمعنى أن ترعى كاتبا وتربيه، ويأتيك بعائداته التي هي عائداتك في النهاية. مبدأ استثمار الكاتب والكتاب، هو المبدأ السائد الآن في أوروبا وأمريكا، ليس هناك كاتب لا يأتي بالربح إذا ما استثمر جيدا، ولا كتاب لا يباع ما دامت سبل البيع قد تيسرت له. الكتاب هناك، ليس بضاعة كاسدة على الأرفف تنتظر من يعطف عليها، ينفض عنها غبارها، من حين لآخر، ويتحسر ولكن بضاعة حية تركض مع غيرها من البضائع الاستهلاكية، وتباع في كل المنافذ جنبا إلى جنب مع السكر وملح الطعام. وكنت شاهدت في بريطانيا، كتبا مهمة في الأدب والسياسة، موجودة في السوبرماركت، وتشد الزبائن. وقد أخبرني ناشر أوروبي أن أي كتاب تصدره داره هو في النهاية كتاب رائج، ليس لأنه ينبغي أن يكون كذلك، ولكن صناعته هي التي تجعله رائجا، عشرات الندوات تقام له، عشرات التوقيعات تقام وفي أي مكان فيه من يستطيع القراءة، مئات الملصقات التي تمتلئ بالزخرفة ومئات المراجعات في كل صحيفة فيها ركن أو زاوية ثقافية، أشرطة فيديو وأقراص مدمجة، وعيون مفتوحة على السينما لإمكانية تحويل الكتاب إلى شريط سينمائي، ونشر إلكتروني لعشاق القراءة من الكمبيوتر، وأشياء أخرى عديدة ربما تشعر القارئ العربي بالدهشة إذا ما طبقت لدينا.