14 أكتوبر 2025
تسجيلخليجنا واحد... كلمة اعتدنا على سماعها منذ أن كنا صغارا، ونشأنا عليها كبارا، لكن يبدو أن خليجنا واحد في بعض الأمور فقط! ما حصل يوم الأربعاء الماضي من سحب سفراء كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين لم يكن متوقعا على الإطلاق، كما أن البيان لم يكن واضحا أيضا، ولكن الحكمة القطرية في بيان مجلس الوزراء الموقر يُنمّ عن عقلانية وتأنّي في دراسة جميع الأحداث، وذلك من منطلق الحرص الذي توليه الدولة تجاه الأشقاء في دول مجلس التعاون والعالم العربي بل والعالم أجمع، وما سحب السفراء إلا لاختلاف وجهات النظر فيما هو خارج منظمة دول مجلس التعاون الخليجي كما جاء في البيان، وبالأخص موضوع وأحداث مصر الذي من الواضح أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها الدول الثلاث تكشف مدى الترنح وعدم استقرار الوضع هناك!دولة قطر واضحة في جميع أمورها وسياستها أيضا مبنيّة على الوضوح، ولا تتدخل في أي أمر داخلي لأي دولة على الإطلاق، والدعم استمر لجمهورية مصر العربية ولم يتوقف سواء قبل الثورة أم بعدها، وما أقاويل البعض من دعم قطر لجهة على حساب جهة أخرى إلا إشاعات مغرضة، بل إنهم يحاولون أن يتعاموا ويُغضوا أبصارهم عن المساعدات التي استمرت منذ حكم المجلس العسكري انتهاء بالفترة الأخيرة بعد الثالث من يوليو، ولكن كطبيعة العرب عندما يريدون أن يُوجدوا لهم شمّاعة ليُعلّقوا عليها كل أمورهم الخاسرة منذ البداية، فدولة قطر تقف مع الشعوب فقط، فهي العمود الفقري للدولة ولا دولة دون شعب راض عن من يحكمه وباختياره.من يعتقد أن دولة قطر سوف تُغيّر من مسارها واهم، فما قامت عليه دولة قطر من ثوابت دينية وأعراف عربية واجتماعية حميدة لا تتغيّر بتغيّر الزمان، بل تترسخ في وجدان القطريين حكاما ومحكومين، وعلى الجميع أن يعي أن لكل دولة رأي وسياسة خاصة بها وتسير عليها، وهذا الأمر صحي ومقبول، فما يحق لطرف ما من الطبيعي أن يكون حقا للأطراف الأخرى أيضا، وما قولهم عن قناة الجزيرة، التي أصبغوا عليها الكثير من الكلام والأوصاف غير الصحيحة، إلا محاولة لمنع حرية الرأي والرأي الآخر، فقناة الجزيرة تأخذ آراء جميع الأطراف دون تحييد لأحد، ومن يتابع أي قناة أخرى سوف يجد الفرق ولن يتابع أي شخص إلا ما يقبل به من مخاطبة العقل والمنطق.نتمنى أن يكون ما حدث سحابة صيف عابرة، فدول الخليج حريصة على أمنها واستقرارها جميعا، وما يمس أي دولة خليجية من المؤكد أنه يعني جميع الدول الخليجية دون استثناء، والدلائل في ذلك كثيرة ويعرفها الجميع بالطبع.صحيح أن خبر سحب سفراء الدول الثلاث كان أمرا لم يكن أحدا يتوقعه، وكان خبرا حزينا، إلا أن الشعوب الخليجية كان لهم رأيا يعكس عدم رضاهم عن هذه القرارات، والتي قاموا بتفنيدها ووضعوا أكثر من هاشتاق يبيّن مدى حبهم وتقديرهم لدولة قطر قيادة وحكومة وشعبا، وهو ما نبادلهم إياه بنفس المشاعر والأحاسيس، وسوف يبقى خليجنا واحدا متماسكا متراصا بإذن الله بقيادات حكوماته وتماسك شعوبه.