18 سبتمبر 2025
تسجيلوسط تطورات وتداعيات مؤسفة تشهدها الساحة العربية هذه الأيام يجئ اليوم انعقاد اجتماع هيئة متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية برئاسة قطر على مستوى وزراء خارجية الدول الست الأعضاء، والتى تشمل دول ترويكا القمة قطر والكويت والعراق، اضافة الى مجلس الجامعة العربية ومصر وليبيا والمغرب"، بمشاركة نبيل العربى أمين عام الجامعة.يبحث الاجتماع تطوير أداء الجامعة العربية؛ ووضع تصورات جديدة لتطوير منظومة العمل العربى المشترك خلال المرحلة القادمة؛ وفي ضوء التطورات الإقليمية والدولية التى تلقى بظلالها بكثافة على الأداء العربى؛ حيث من المقرر أن يعد المجتمعون تقريرا لرفعه إلى القمة العربية المقبلة المقررة في الكويت يومى 25 و26 مارس الجاري.ونحسب أن هذه التداعيات والتطورات التى يعقد فى ظلها اجتماع اليوم أو لقاء القمة المرتقبة بالكويت تمثل تحديات جديدة تضاف الى لائحة التحديات التاريخية التى تئن بها جداول أعمال تلك القمم منذ عقود وعلى رأسها القضية الفلسطينية جوهر ولب الصراع الأساسى فى الشرق الاوسط.فلا شك أن المواطن العربى بصفة عامة والخليجي على وجه الخصوص؛ قد ادهشته وازعجته تلك الخطوة المفاجئة التى اقبلت عليها كل من السعودية والامارات والبحرين منذ أربعة أيام بسحب سفرائها من قطر؛ بزعم عدم التزام الدوحة بمبادئ منظومة مجلس التعاون الخليجي؛ وهو ما تفضحه وتكشف زيفه مواقف قطر الداعمة بلا حدود لمسيرة تلك المنظومة الإقليمية الصامدة — بفضل حنكة قادتها — فى وجه الاعاصير الاقليمية والدولية؛ التى تهب من حين الى آخر فعصفت بكيانات إقليمية ودولية كثيرة؛ بينما وقفت منظومة مجلس التعاون تقاوم وتتحدى بقوة؛ فكانت لها الغلبة والبقاء.وبعد الدعوات المخلصة التى أطلقها على مدى اليومين الماضيين بعض المخلصين لعروبتهم والمهمومين بدعم وحدة الصف العربى والخليجى ومنهم مجلس الجامعة العربية والرئيس السودانى المشير عمر البشير ورئيس مجلس الامة الكويتى مرزوق الغانم ومناشدتهم لأمير الكويت؛ باعتباره رمزا للحكمة العربية اليوم للمسارعة فى احتواء ما يهدد بتصدع البيت الخليجى؛ فان اجتماع اليوم بالقاهرة مطالب بأن يتعامل بمزيد من الاهتمام مع ذلك الملف الطارئ؛ كما ان القمة العربية المقبلة وانطلاقا من مسؤولياتها القومية نحسب أنها ستضعه فى مقدمة أولوياتها ومناقشاتها؛ لنزع فتيل تلك الأزمة التى راحت بوادرها تلوح فى سماوات دول مجلس التعاون؛ والتى بلا شك تهدد مسيرته ومستقبله.لقد كانت الدوحة على مستوى المسؤولية القومية ولم تشأ ان تنجر وراء حملة "تراشق سحب السفراء"؛ وهو ما يعكس حكمة وحنكة القيادة القطرية وحرصها على عدم التصعيد؛ مما يعد خير برهان على احترام الدوحة لمبادئ مجلس التعاون وحرصها على مستقبله والارتقاء به.