12 سبتمبر 2025
تسجيلالنهوض بالمجتمع ليس بالأمر الذي يعتمد على الأقوال دونها الأفعال، ولكنه ما يحتاج إلى صرامة حادة وجادة من كل من يُنادي به؛ لأن الأقوال تتكرر وإن اختلفت الشخصيات، ولكن جملة الأفعال تنصب في قالب (الجدية) التي نحتاج إليها؛ كي نُعمر، فهو التعمير ما يُعد الهدف الأساسي لكل خطوة يجدر بنا القيام بها في هذه الحياة، والتي تعتمد على الفعل الذي يكون منه ما يُعرف بـ (التطوع)، الذي سبق وأن سلطنا عليه الضوء بآخر لقاء جمعني بكم من خلال صفحة الزاوية الثالثة، وتحديداً حين تناولت التطوع بشيء من (التفصيل) سرني أنه قد بدر منكم، وجاء بحسب ما تكرمتم به، دون أن أعتمد على فرد وسرد خبراتي هنا، وهو ما قد كان مني؛ تلبية لرغبة التعرف بما لديكم، من جملة المعارف التي تنسكب منكم؛ لأجلكم. إن عملية التطوع عملية لا يمكن أن تقوم معتمدة على عنصر دون غيره من العناصر، فهي عملية تتطلب مشاركة جماعية تقوم على تكاتف يحتاج إلى تمازج تام بين الجميع، وهو ما يتطلب الكثير قبل أن يكون، ولعل أهم هذا الكثير هو التعرف بالتطوع كثقافة حقيقية لابد وأن تأخذ حيزها من المجتمع وبشكل جدي، لا يصل إلى البعض، ويغفل البعض الآخر؛ ليعمل به من سيعمل ويتجاهله غيره وذلك؛ لأن العمل التطوعي يتطلب إرادة حقيقية لا يجدر بها أن تُهزم من قبل كل من لا إرادة له، فهو عمل إرادي، ترغب به النفس وهي تدرك تماماً أن ما ستفعله من أجل المجتمع، ولن يكون بحثاً عن مردود مادي لابد وأن يقابله، بل من أجل التخفيف على الجهات الحكومية، التي تواجه ضغوطات كبيرة لا تستطيع مواجهتها معتمدة على الطاقات المنتسبة إليها فحسب، إضافة إلى أن التطوع يشكل جدار حماية يحمي أفراد المجتمع كافة من الخمول، الذي يتسبب بكثير من الأمراض الاجتماعية، التي لا يمكن مقاومتها دون التعرف بـ (ثقافة التطوع)، التي يتوجب علينا السماح لها وبكل فرصة ممكنة ومشروعة بالوجود وتسلم زمام الأمور في المجتمع؛ للمساهمة بنهضته وتطوره وتقدمه نحو كل ما هو خير له. لم يعد التطوع مظهراً من مظاهر الترف الاجتماعي، الذي لا تقبل عليه إلا عينة معينة من الناس، ولكنه بات ضرورة يفرضها الوضع العام الذي نعيشه، حيث ان جملة المآسي التي نعيشها ونسمع بها، تفرض علينا الكثير من الخسائر التي لا يمكن أن نقابلها إلا بالعمل التطوعي، الذي سيغطي شيئاً منها، ولكن بحسب ما يدركه المجتمع عن (ثقافة التطوع)، التي سلطنا الضوء عليها من جديد؛ لنخرج بالمفيد منكم، فإليكم ما هو لكم أصلاً. همسة لابد منها لا تصرف وقتك بالتفكير بالكيفية التي ستُمكنك من التطوع، وهو ما قد ذكرناه من قبل، ولكن فكر بما تود التطوع به؛ لتحقق ذاتك؛ ولتشبع غريزة العطاء التي تشتعل بداخلك، وتحتاج لمثير يُحفزها على الخروج، وبادر بعمل يظل لك وإن رحلت، فكل الأمر لا يحتاج منك سوى (مبادرة حقيقية) ستُعبر عنك، وستكشف للبقية ما أنت عليه، وما كنت تسعى إلى تحقيقه يوماً ما.